نُشرت مستهلّ سنة 1938
انصرف الطلاب إلى النوم حين سمعوا الساعة الكبيرة تطنّ عشرَ طَنّات، وخَلَتْ ردهة المكتبة ونشر عليها الصمتُ أجنحتَه السود، فلم أكن ألمح في خلاله إلا رنين طنّات الساعة وأصداء أصوات الطلاب الذين كانوا هنا منذ لحظة واحدة يتسامرون ويتحدثون، ترنّ هذه الأصداء في أذني، فإذا أنا أراها بعيني تتراقص بين طيات الصمت الأسود حتى تنحدر إلى أغواره العميقة، ويشمل السكوت الرهيب أبنية التدريس في كلية بيروت الشرعية، ويتمدد في أنحائها وغرفها وممراتها (?).