الخطبة الجامعة من الجامع الأزهر، وإبطال تدريس الفكر الفاطمي، وإتلاف وحرق الكتب الشيعية وألغى جميع الأعياد المذهبية الفاطمية، ومحو رسوم الفاطمية وعملاتهم، والحفاظ على أفراد البيت الفاطمي، وإضعاف العاصمة الفاطمية، وأحياء الأيوبيين لقضية انتحال النسب الفاطمي إلى البيت النبوي، الاستمرار في ملاحقة بقايا التشيع في الشام
واليمن، وذكرت فتوحات صلاح الدين في عهد نور الدين زنكي، جهاد الصليبيين وإخراجهم من بلاد المسلمين، وحقيقة الوحشة بين صلاح الدين ونور الدين وفي الفصل الثاني كان حديثي عن قيام الدولة الأيوبية، فذكرت أصول أسرته ونشأته وولادته ومتى بدأت الدولة الأيوبية والرصيد الخلقي لصلاح الدين، كتقواه وعبادته، وعدله، وشجاعته، وكرمه، واهتمامه وحلمه، ومحافظة على أسباب المروءة، وصبره واحتسابه، الوفاء، وعقيدة الدولة وتوسع الأيوبيين في إنشاء المدارس السنية، كالمدرسة الصلاحية، ومدرسة المشهد الحسيني، والمدرسة الفاضلية، ودار الحديث الكمالية، والمدرسة الصالحية وجهودهم العلمية في الشام والجزيرة، وعناصر الثقافة السنية في العهد الأيوبي، كالقرآن الكريم، والحديث الشريف، وأصول العقيدة السنية والدراسات الفقهية، واهتمام الأيوبيين بحماية طريق الحج والحرمين الشريفين، ومحاربة الأيوبيين للتشيع في مصر والشام واليمن وتكلمت عن مكانة العلماء والفقهاء عند صلاح الدين، كالقاضي الفاضل، الذي كانت له مساهمات في ديوان الإنشاء، وتطوير جيش صلاح الدين، والقضاء على المعارضة الفاطمية وإعادة التنظيم الإداري في مصر وجهوده في الأحياء السني في مصر وجهاده ضد الصليبيين وعن توظيف الأدب في خدمة الإسلام وحرصه على وحدة العالم الإسلامي، فقد كان القاضي الفاضل المتحدث الرسمي بلسان السلطان صلاح الدين في الداخل والخارج، وكان على قول ابن كثير أعز عليه من أهله وولده وكان السلطان يشيد بفضله فيقول: لا تظنوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل، وقد بلغ القاضي الفاضل مكانة سامية في الدولة، فكان الساعد الأيمن لصلاح الدين إذ جعله وزيره ومشيره بحيث كان لا يصدر أمراً إلا عن مشورته ولا ينفذ شيئاً إلا عن رأيه ولا يحكم في قضية الإ بتدبيره.
وهذا العالم من فقهاء النهوض والأمة في أشد الحاجة لمثل سيرته فتعلمنا سيرته، أهمية عدم الانعزال في الشأن العام والعمل الاجتماعي والحكومي والحرص على كسب الخبرات، وأهمية التميز في أداء العمل والتمسك بمنهج أهل السنة والتعاون مع إخوانه في العقيدة الصحيحة، وتوظيف القدرات والأمكانات لخدمة المشروع السني، فقد قدّم لصلاح الدين النماذج السنية القيادية والخطط العملية، ولم يبخل على صلاح الدين برأي ولا مشورة ولا تجربة، كما أن حياة هذا الرجل مدرسة في فهم مقاصد الشريعة وفقه المصالح والمفاسد وبناء الدول وزوالها وترك لنا منهجاً في التعامل مع الشيعة وأهمية معاملة عامتهم بقوانين العدل ومحبة الخير لهم وعدم سفك دمائهم والحرص على تعليمهم