الإسلامي من قِبل الصليبيين، فقد استطاع أن يوجه الظروف التاريخية لصالح المسلمين وذلك بتجميعه القوى الإسلامية بعد القضاء على عوامل التجزئة والانقسام وتوحيد المدن والإمارات المنفصلة في نطاق دولة واحدة استطاع بمقدرته أن يستغل أقصى ما يمكن أن تقدمه من إمكانات في سبيل تحقيق برنامجه المزدوج من تشكيل الجبهة الإسلامية وضرب الصليبيين ويعتبر فتح الرها عام 539هـ من أهم إنجازات عماد الدين وكان لسقوطها في أيدي المسلمين ردة فعل عنيفة في الغرب الأوروبي وباعثاً على السرعة في إرسال حملة صليبية جديدة بعد أن أثار سقوطها الرعب في النفوس، فقد جاء سقوطها إيذاناً بتزعز البناء في الشرق الأدنى وقد تصدى نور الدين وسيف الدين غازي أبناء عماد الدين للحملة الصليبية الثانية على دمشق، وحققوا انتصاراً مع أهالي دمشق كبيراً على الحملة الصليبية الثانية ولقد نجح نور الدين في استغلال الظروف التي أعقبت فشل الحملة الصليبية الثانية في توحيد الشام تحت قيادته هذه المرة على حساب حاكم دمشق، ثم استأنف جهاد الصليبيين بنجاح مما شجع القوى الإسلامية الأخرى مثل سلاجقة الروم والآراتقة والتركمان على التقدم لمواجهة الصليبيين خاصة في الرها وأنطاكية بل وتحالفوا أيضاً في جهودهم حتى استطاع نور الدين زنكي أن يوحد بلاد الشام كلها تحت قياداته من الرها شمالاً حتى حوران
جنوباً فقامت دولة إسلامية موحدة مركزها دمشق، وكانت هذه هي الخطوة الأولى نحو تكوين الجبهة التي امتدت من الفرات إلى النيل والتي تصدت بحق لهذا الخطر الصليبي، وقد تحدثت عن فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية وعن جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية وعن جرائمهم البشعة في الشمال الأفريقي، كغلو بعض دعاتهم في عبيد الله المهدي، والتسلط والجور، وتحريم الإفتاء على مذهب الإمام مالك، وإبطال بعض السنن المتواثرة والمشهورة" ومنع التجمعات وإتلاف مصنفات أهل السنة، ومنع علماء أهل السنة من التدريس وعطلوا الشرائع وأسقطوا الفرائض، وإجبار الناس على الفطر قبل رؤية الهلال، وإزالة آثار خلفاء السنة، دخول خيولهم المساجد وتكلمت عن أساليب المغاربة في مواجهة الدولة الفاطمية، كالمقاومة السلبية والجدلية، والمقاومة عبر التأليف، ودور شعراء أهل السنة، وبينت كيف زالت الدولة الفاطمية من شمال إفريقيا وكيف انتقلت إلى مصر، وذكرت جهود المدارس النظامية في حركة الإحياء السني والتصدي للفكر الشيعي، وجهود الإمام الغزالي في دحر الشيعة، والحملات النورية العسكرية على مصر، كالحملة الأولى، والحملة النورية الثانية، والحملة النورية الثالثة على مصر، وتحدثت عن إلغاء الخلافة الفاطمية، والتدرج في إلغاء الخطبة للخليفة الفاطمي، والاعتبار والاتعاظ من زوال الفاطميين من مصر والوسائل التي اتخذها صلاح الدين للقضاء على المذهب والتراث الفاطمي، كإذلال الخليفة الفاطمي العاضد، ووضعه من مكانة قصر الخلافة الفاطمي وقطع