شريعة الله لمت شملنا وبنت ... لنا مقاماً بإحسان وإيمان (?)

لم تأت انتصارات صلاح الدين من فراغ ولم تكن النتائج.

3 - بعد نظر صلاح الدين وحنكته السياسية

3 - بعد نظر صلاح الدين وحنكته السياسية: من الملاحظ أن صلاح الدين الأيوبي كان يدرك أهمية العمل المزدوج توحيد الجبهة الإسلامية وجهاد الصليبيين، نظراً لما بينهما من اتصال وثيق، ومما يذكر هنا؛ أن عام 1186م/582هـ شهد الاتفاق مع عز الدين مسعود صاحب الموصل على أن يكون تابعاً له، ولذلك استطاع أن يخضع الأربعة مدن الإسلامية الرئيسية التي تحكمت في الظهير البري وهي القاهرة، ودمشق، حلب، الموصل، وجميعها سيكون لها شأنها البارز في مشروع الجهاد (?)، من زاوية أخرى، لا تغفل أن الصليبيين وعلى رأسهم ريموند الثالث كونت طرابلس، واتجهوا إلى عقد هدنة مع صلاح الدين وذلك عام 1185م/581هـ مدتها أربع سنوات ومن الملاحظ أن كلاً من الجانبين احتاج إليها من أجل تنظيم قواته والتقاط الأنفاس ومما يدل على بعد نظر صلاح الدين وحنكته السياسية مهادنته لبعض القوى الصليبية من أجل المحافظة على قواته وعدم تبديد فعالياتها في عمليات حربية كبيرة مستمرة لاسيما مع الصليبيين ولذا نجده يتجنب طوال تلك الأعوام الدخول في معركة حاسمة معهم ولا يتعجل الأمر، بل يترك عوامل الانقسام والفرقة تلعب دورها في صفوفهم وكانت من أخطر قراراته السياسية قرار "السلام" المؤقت مع الصليبيين، ومن المهم إدراك أن تلك المعاهدات عندما سيتم خرقها ستعطيه المبرر لشن حرب التحرير الشاملة التي من ثمارها معركة حطين وكانت شرارة الصدام بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين أتت من الفارس الصليبي، رينو دي شاتيون أو أرناط وهو الفارس الذي ادخلته رعونته التاريخ من أواسع أبوابه، فقد خرق ارناط الهدنة واعتبرها صلاح الدين إعلان حربي صليبي وكان الرد الأيوبي سريعاً وحاسماً كما حدث في معركة حطين 583هـ/1187م (?)

ومن بعد نظر صلاح الدين وحنكته السياسية أنه قبل الدخول في معركة حطين قام بهذه الأمور:

أ- تنظيم دولته وإقطاعات أمرائه

أ- تنظيم دولته وإقطاعات أمرائه: كان صلاح الدين بارعاً في تسوياته الرضائية وحفظ التوازنات لإرضاء الجميع وكان يفوض غيره في أمر الإدارة وينشغل كلياً بالمهمات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015