الحربية، وكان يسند الأمور إلى أهلها ويشترط على نّوابه وحكّامه في إدارة الأقاليم والإقطاعات معاملة الرعية بالمساواة والإسهام في نفقات الجهاد والاحتفاظ بجيوشهم جاهزة دوماً للقتال وكان يهتم بالولاء المخلص من أتباعه وقال مّرة للقاضي ابن شداد: إنني لو حدث لي حادث الموت ما تكاد تجتمع هذه العساكر (?). وقد كتب منشوراً في الرقة ذات مرة قال فيه: إن أشقى الأمراء من سّمن كيسه وأهزل الخلق وأبعدهم عن الحق مَنْ أخذ الباطل من الناس وسمَّاه الحق، ومن ترك لله شيئاً عوَّضه الله، ومَن أقرض الله قرضاً حسناً وفَّاه ما أقرضه (?) وقد تّم ترتيب الدولة وإقطاعات امرائه بعد حركة التوحيد التي استغرقت أكثر من عقد من الزمن.

ب- تنظيم أطماع أسرته وإرضاؤها

ب- تنظيم أطماع أسرته وإرضاؤها: وكانت الأسرة الأيوبية هي سنده وشاغله في وقت معاً، وكانت مطامع أفرادها متَّفقة مع مفاهيم عصره، لكنها، لا تتفق مع طموحات صلاح الدين ومفهومه للدولة، كانوا جديدين على عمليات الحكم، يفهمونه على أنه أمتلاك لأراضي الناس ورقابهم؛ لا على أنه إدارة لشؤونهم وتسيير لرعية هم مسؤولون عنها، ومفهومه أتاه - من تتلمذه على يدى نور الدين محمود الشهيد - أمّا أسرته فكان مفهومها مستقى من واقع ما يجري في العصر وقد عانى صلاح الدين من تباين الحالين، وعبّر عن هذا التباين يوم قال لأخيه العادل - وهو يطلب عقد تملكُّ لحلب مقابل 150ألف دينار اقتراضها صلاح الدين منه: أظننت أنَّ البلاد تباع وتشترى، أوَمَا علمت أن البلاد لأهلها المرابطين بها، ونحن خزنة للمسلمين ورعاة للدين وحّراس لأموالهم (?)؟ وقد انتهى الأمر بعد عدد من التغيرات والمبادلات في سنة 582هـ كما يلي:

- أُعيد تعيين أخيه الملك العادل في مصر لا في ملكية قلعة ولا إقطاع كامل؛ ولكن بصفة وصي على العزيز عثمان بن صلاح الدين.

- عين ابن أخيه تقي الدين عمر لإقطاع ميافارقين وديار بكر بعد أن تمَّرد في مصر أو كان يخرج عن الطاعة وعن مصر، وقد أقنعه القاضي الفاضل بعدم التهوُّر.

- وتَّم إعادة ابن صلاح الدين: الظاهر غازي لولاية حلب.

- بقي شيركوه بن ناصر الدين محمد في إقطاعه بحمص لم يتغير (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015