على بساطته، وهو مشروعه الوحدي التحُّرري، والذي حقق ابنه نور الدين جُزئه الأوَّل وحقَّق صلاح الدين قسماً مُهمَّاً من جُزئه الثَّاني ولذلك نرى انتصار صلاح الدين في حطين تتويجاً لمشروع عماد الدين الوحدوي التحرُّرى فلولا متابعته نور الدين لخُطى والده في توحيد الشام ثم توحيد مصر مع الشام، لما تحقق هذا النصر (?)، الذي تّم بفضل الله وجهود التوحيد، التي قامت على عقيدة الإسلام الصحيحة التي تدعو للوحدة الإسلامية التي لا تفرق بين جنس أو لون أو طائفة وإنما جمعتهم الإخوة في الله التي لم تفرق بين الأتراك والأكراد والعرب والفرس ولا غيرها من الأمم التي انضوت تحت راية الإسلام قال الشاعر:
ولست أدري سوى الإسلام لي وطناً
الشام فيه ووادي النيل سيان ... وأينما ذكر اسم الله في بلد
س ... عددت أرجاءه من لبَّ أوطاني (?)
ولقد تفاعلت العوامل التي ساعدت على الوحدة في عهد صلاح الدين مع الزمن والوقت وخضعت لسنة التدرج وأعطت ثمارها في معركة حطين وتوجت بفتح بيت المقدس وأصبح المؤمنون في توادَّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى (?).
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها المستعمرون من أجل تمزيق أرجاء العالم الإسلامي، فقد نجحوا في تقطيع أراضي المسلمين لكنهم لهم ينجحوا في تمزيق قلوبهم وظل المسلم محباً لأخيه المسلم ولسان حال كل منهم (?) يقول:
لو اشتكى مسلٌم في الصين أرّقني ... أو اشتكى مسلم في الهند أبكاني
فمصر ريحانتي والشام نرجستي ... وفي الجزيرة تاريخي وعنواني
وفي العراق أكف المجد ترفعني ... عن كل باغ ومأفون وخّوان
ويسكن المسجد الأقصى وقبته ... في القلب لا شك أرعاه ويرعاني
أرى بخارى بلادي وهي نائية ... وأستريح إلى ذكرى خراسان