رسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيل الله، وتحرير البلاد الإسلامية، فأصبحت الشام ومصر والحجاز واليمن والعراق تحت إمرته وقيادته، وحشد لهذه المهمة العلماء والفقهاء والجيوش والألوف من المجاهدين وفي مقدمتهم العلماء والفقهاء يحرضون المقاتلين على القتال وكون جيشاً برياً قوياً وأنشأ أسطولاً بحرياً مصرياً وأنفق عليه أموالاً طائلة (?). قال ابن شداد: إن السلطان رأى أن نعمة الله عليه باستقرار قدمه في الملك وتمكين الله إياه في البلاد وانقياد الناس لطاعته، ولزومهم قانون خدمته، ليس لها شكر سوى الاشتغال ببذل الجهاد والاجتهاد من إقامة قانون الجهاد، فسير إلى سائر العساكر واستحضرها، واجتمعوا إليه بعشترا في التاريخ المذكور 24 ربيع الثاني 583هـ ورتبهم واندفع بهم قاصداً نحو بلاد العدو المخذول في وسط نهار الجمعة ... وكان أبداً يقصد بوقعاته الجمع لاسيما أوقات صلاة الجمعة تبركاً بدعاء الخطباء على المنابر، فربما كانت أقرب إلى الإجابة (?). لقد كان الإعداد والاستعداد فقد اختار الرماة، وزودهم بالنبال الكافية، الكثيرة، فملأ حياتهم بها وقد بلغ ما فرقه على الرماة من نبال أربعمائة جمل، ورصد حمولة سبعين ناقة في ساحة القتال وميدان المعركة، وجعل هذه النوق المحملة بالسهام، لمن تنفذ سهامه أن يأخذ منها ما يحتاج ضماناً لاستمرار القتال والرمي وعدم التوقف فيه حتى يتنزل النصر بإذن الله سبحانه وتعالى (?)

وقد خاض صلاح الدين المعركة بجيش قوي ومهارة حربية منقطعة النظير، فضلاً عن اختياره لمكان المعركة وزمن وقوعها، حيث عسكر بجيشه على طبرية حائلاً بين العدو وبين الماء، كما أعلن جهاده في شهر يولية الذي يعد أشد شهور السنة حرارة، وأقلها ماء في الصهاريج والغدران، حتى أصبح العطش من أقوى الأسلحة بين يديه (?)، لقد مارس صلاح الدين قول الله تعالى: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عَدُوَّ الله وعدوَّكم واءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" (الأنفال، آية:60) فقد جمع الجيوش الإسلامية واستدرج الجيوش الصليبية واختار المكان المناسب للمعركة.

2 - سنة التدرج ووحدة الأمة

2 - سنة التدرج ووحدة الأمة: فقد قدم أمراء السلاجقة الكثير من أجل دحر الصليبيين وقد حقق عماد الدين زنكي إنجازاً عظيماً بوضعه لمشروع رائد - ربما رأى الكثيرون - في ذلك الوقت - استحالة تحقيقه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015