ومعنوياً وبالفعل، فما أن تمكن من أخذه حتى حل بالصليبيين البوار وأيقنوا بالهلاك وتقدم المسلمون نحو قمة الجبل والصليبيون يتراجعون أمامهم، ويتساقطون أسرى وقتلى، حتى لم يبق مع الملك الصليبي الذي وصل إلى أعلى التل سوى فئة قليلة لا يتجاوز عددها مائة وخمسين فارساً من الفرسان المشهورين الشجعان (?)،

وذكر ابن الأثير على لسان الملك الأفضل ابن صلاح الدين أن الصليبيين لما تراجعوا على رأس ملكهم إلى أعلى التل حملوا حملة قوية على من بإزائهم من المسلمين، وكادوا يزيلونهم عن أماكنهم، إلا أن المسلمين عادوا فردوا على تلك الحملة، واستطاعوا إعادة الصليبيين مرة أخرى إلى أعلى الجبل، مما جعل الملك الأفضل يعبر عن فرحته بذلك النصر بقوله: "هزمناهم" وعاد الصليبيون مرة أخرى وحاولوا دحر المسلمين الذين ردوا عليهم بحملة أقوى أرجعتهم مرة ثالثة إلى أعلى التل، فعاد الملك الأفضل وعبر عن فرحته بذلك النصر مرة أخرى بقوله: هزمناهم: وهنا تبدو لنا مهارة صلاح الدين الحربية وخبرته في ميادين القتال، إذ كان يرى أن الهزيمة لن تتم على الصليبيين إلا بسقوط قيادتهم قتلاً وأسراً، فأجاب ابنه قائلاً: أسكت ما نهزمهم حتى تسقط تلك الخيمة، يقصد خيمة الملك. ثم أخذ في تشديد هجماته وما هي إلا لحظات حتى سقطت تلك الخيمة، فنزل صلاح الدين وسجد شكراً لله تعالى وبكى من فرحه (?).

3 - خسائر الصليبيين في حطين

3 - خسائر الصليبيين في حطين: والواقع أن ما فقده الصليبيون في هذه المعركة من قتلى وأسرى يعتبر من أفدح الكوارث التي حلت بهم ولم ينج إلا عدد قليل من المحاربين بالإضافة إلى من نجا من جند المؤخرة بقيادة باليان ابلين، وريجنالد صاحب صيدا، أو جند المقدمة بقيادة ريموند صاحب صيدا، أو جند المقدمة بقيادة ريموند صاحب طرابلس (?) وتساقط معظم الجيش الرئيسي بقيادة الملك جاي لوزجنان فقد تساقطوا في أيدي المسلمين قتلى وأسرى وكان على رأس الأسرى الملك جاي لوزجنان فقد تساقطوا في أيدي المسلمين قتلى، وأسرى، وكان على رأس الأسرى الملك جاي، وارناط صاحب الكرك وأوك صاحب جبيل، وهنفري بن الهنفري صاحب تبنين، وابن صاحبة طبرية، وجيرار مقدم الداوية، ومعظم من نجا من الاسبتارية، وغيرهم من أكابر الصليبيين (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015