أن تكون لوجهه خالصة ولعباده نافعة ويطرح فيها القبول والبركة ويرزقنا حسن القصد وإخلاص النية لوجهه العلي الكبير ويوفقنا لإكمال الموسوعة التاريخية التي نسعى لإخراجها.

وهذا الكتاب يتحدث عن صراع المشاريع، بين المشروع الصليبي والفاطمي الشيعي، والمشروع الإسلامي السني، فقد لخص الفصل الأول؛ الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية، فتكلم عن الجذور التاريخية للحروب الصليبية، كالصراع البيزنطي الإسلامي في صدر الدولة الإسلامية، والأسباني الإسلامي بالأندلس، وطبيعة الحركة الصليبية التي قادها أوربان الثاني، وحركة الألتفاف على العالم الإسلامي التي تصدى لها العثمانيون وحركة الاستعمار الحديث، وأشرت إلى أهم أسباب ودوافع الغزو الصليبي، كالدافع الديني والسياسي والاجتماعي، والاقتصادي، وتبدل ميزان القوى في حوض البحر المتوسط في صقيلة والأندلس، وإفريقية، واستنجاد أمبراطور بيزنطة بالبابا وشخصية أوربان الثاني ومشروعه الشامل للغزو الصليبي وحملته الدعاية، وعقليته التنظيمية وشرحت بدء الحرب الصليبية الأولى واستراتجيتهم بعد الاحتلال، وظهور حركة المقاومة في العهد السلجوقي، والمشاركة الفعلية للفقهاء والقضاة في ساحات الجهاد، وتحريضهم على القتال في ساحات المعارك، ودور الشعراء في حركة المقاومة، وترجمت لقادة الجهاد من السلاجقة الذين سبقوا عماد الدين زنكي، وجهودهم في التصدي للغزاة كقوام الدولة كربوقا صاحب الموصل، وجكرمش أمير الموصل، وسقمان بن اتق حاكم ماردين وديار بكر وقلج أرسلان أمير سلاجقة الروم وشرف الدولة مودود بن التونتكين حاكم الموصل والذي تعتبر حملاته الجهادية مقدمة لحملات عماد الدين زنكي، وأشرت لمعوقات حركة الجهاد في عهد أمراء السلاجقة والتي كان من أهمها الباطنية، التي أثبتت عداءهم الكامل لقادة الجهاد الإسلامي في ذلك العصر، وكأن خناجرهم المسمومة كانت تشق للصليبيين طريقاً نحو تثبيت أقدامهم في بلاد الشام والجزيرة على حساب المسلمين، وهكذا أثبتت وقائع التاريخ كيف التقى قادة الجهاد الإسلامي في ذلك العصر في بعض الأحيان في الشهادة - فمن قبل اغتيل شرف الدين مودود،

والآن نجد آق سنقر البرسقي يلقى نفس المصير وقد عكس ذلك كله: أن مسلك الإسماعيلية النزارية في ذلك الحين كان من أخطر معوقات حركة الجهاد ضد الغزاة نظراً لوجود عدوين في وقت واحد أمام القيادات المسلمة السنية على نحو عكس المشاق البالغة التي واجهت أولئك القادة في الدفاع عن عقيدة الأمة ودينها وأبرزت جهود عماد الدين التي استطاع من خلالها أن يحقق قسطاً كبيراً من برنامجه وأن يكون لنفسه مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي كسياسي بارع وعسكري متمكن ومسلم واعِ أدرك الخطر الذي أحاط بالعالم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015