تلك الهضبة كانوا قد بلغوا حالة سيئة من الانهاك والتعب، واشتد بهم العطش بعد أن حال جيش صلاح الدين بينهم وبين الوصول إلى الماء (?) والتقى الجمعان على سهل جبل طبرية الغربي منها، وحال الليل دون تصادمهما ذلك اليوم (?) وفي صباح الجمعة 24 ربيع الآخرة 583هـ/1187م.

تحرك الجيشان وتصادما بأرض تسمى اللوبيا، واستمر القتال إلى أن حجز الظلام بينهما، وبات كل فريق في سلاحه (?). والواقع أن جيش صلاح الدين قضى تلك الليلتين ينعم بكافة الوسائل التي تعينه على القتال، فقد كان يعسكر في منطقة سهلة غنية بالمراعي والمياه. أما الجيش الصليبي، فقد ازداد بلا شك خلال تلك المدة شقاءً وانهاكاً، بسبب إقامة معسكره على منطقة وعرة جداً عديمة المياه وفي جو شديدة الحرارة، ويبدو أن صلاح الدين، قد استغل توقف القتال تلك الليلة، ليكمل استعداداته لمهاجمة العدو الذي لجأ إلى سفح جبل حطين، ليعصمهم من المهالك ومن ثم المبيت في جو معتدل يخفف عنهم شدة الحرارة والعطش وعلى الرغم من أوامر الملك جاي التي كانت تقضي بأن يندفعوا إلى أسفل التل ليؤدوا واجبهم نحو الصليب والعرض، إلا أنهم اعتذروا بشدة العطش وإنهم لا يستطيعون الحرب، فأستغل صلاح الدين ذلك، ورتب جيشه ورسم له الخطط، وأحاط بهم: إحاطة الدائرة بقطرها، كما يقول ابن الأثير (?).

ثانيا: أحداث المعركة

ثانياً: أحداث المعركة: اكتشف الصليبيون في صباح يوم السبت 24ربيع الآخر/583هـ/بأنهم محاصرون بعيداً عن المياه، فنزلوا مسرعين إلى قرون حطين، وهناك دارت معركة رهيبة فقد تقدم الجيش الإسلامي الذي أكمل استعداداته للمعركة الفاصلة وفي المقابل تحرك الجيش الصليبي واضعاً في ذهنه الوصول إلى طبرية لعله يرد الماء، إلا أن صلاح الدين ببراعته الحربية أدرك مقصودهم، ووقف بعسكره في وجوههم وأخذ صلاح الدين يطوف بين الصفوف يحرص الرجال على الجهاد ويأمرهم بما ينفعهم وينهاهم عما يضرهم، وهم له طائعون (?).

1 - بداية الهجوم الإسلامي

1 - بداية الهجوم الإسلامي: وبدأ الهجوم الإسلامي على الصليبيين فاستمات المسلمون في القتال وشددوا هجماتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015