الهزيمة بهم هذا بالإضافة إلى أنه على الرغم من ذلك كان يريد أن يجبرهم على المسير إليه حتى يصلوا متعبين، ويكون هو مدخراً جهده وجهد رجاله (?)،
لذلك أخذ صلاح الدين يعد عدته للقيام بعمل يستطيع اجتذاب الصليبيين من معسكرهم في صفورية والنزول إلى المكان الذي يختاره فأخذ كل يوم يرسل جماعة من رجاله، لمباغتة الصليبيين والنكاية بهم، محاولاً بذلك استدراجهم إليه، غير أن تلك الغارات المتكررة لم تؤثر على الصليبيين، فلم يتركوا مركزهم في صفورية فرأى صلاح الدين الهجوم على طبرية ذاتها، لأن الصليبيين متى رأوا هجومه ذلك بادروا بالوصول إليه، وبذلك يكون قد تحقق له ما قصده (?).
ج- توجه صلاح الدين إلى طبرية: أدرك صلاح الدين بهجومه على طبرية، بأنه يمكنه إثارة ريموند أمير طرابلس المشهور بشدة الغيرة (?) بالإضافة إلى أن صلاح الدين، كان يعلم أن نزوله في ذلك الموضع يستطيع أن يوصد الطريق المؤدي إلى طبريه، ويسيطر في الوقت ذاته على الدروب التي تجتاز الحافة الشرقية إلى طبرية وتنتهي إلى الماء (?). في حين يبقى الصليبيون عند خروجهم من صفورية، وتقدمهم إليه في منطقة وعرة لا تتوفر فيها المياه (?) وفي يوم الخميس 23 ربيع الأول سنة 583هـ/2 يوليه 1187م أصدر صلاح الدين أوامره إلى الجانب الرئيسي من جيشه بالتقدم إلى طبرية ومهاجمتها إلى القلعة وامتنعوا بها (?). وما كادت أخبار ذلك الهجوم تصل إلى أسماع الصليبيين، حتى جن جنونهم، ودعا الملك جاي إلى مجلس حرب (?) فأشار بعضهم بالتقدم إلى المسلمين وقتالهم ومنعهم من التوغل في طبرية، في حين أشار ريموند صاحب طرابلس على الملك بالبقاء في موضعه بصفوريه، قائلاً له: إن طبريه لي ولزوجتي، وقد فعل صلاح الدين بالمدينة ما فعل، وبقي القلعة، وفيها زوجتي، وقد رضيت بأن يأخذ القلعة وزوجتي، وما لنا بها فيعود، فوالله لقد رأيت معسكر الإسلام قديماً وحديثاً ما رأيت مثل ذلك العسكر الذي مع صلاح الدين كثرة وقوة، وإذا أخذ طبرية، لا يمكنه المقام بها إلا بجميع عساكره، ولا يقدرون على الصبر طول