المنطقة تراجع إلى حصنه، وكان صلاح الدين قد ترك ابنه الأفضل نور الدين علي في رأس الماء ينتظر وصول العساكر التي استدعاها للجهاد (?)، وكان حركة صلاح الدين باتجاه الكرك تحقق هدفين:

الأول: التمويه على هدفه الحقيقي، وهو مهاجمة مملكة بيت المقدس.

الثاني: إخافة رينولد شاتيون (أرناط) ومنعه من الذهاب إلى مملكة بيت المقدس.

سّرح صلاح الدين عساكره في المنطقة فراحوا يعيثون فيها، ثم قصد الشوبك، وفعل فيها مثلما فعل بالكرك وظلَّ في الأردن شهر صفر ربيع الأول 583هـ/شهر نيسان وأيار 1187م تغطية للحشود التي كانت تتجَّمع حول ابنه الأفضل في رأس الماء (?).

4 - وقعة صفورية

4 - وقعة صفورية: في الوقت الذي كان صلاح الدين فيه معسكراً بالقرب من حصن الكرك والشوبك لحماية الحاج من اعتداءات الصليبيين، عمد إلى إرسال قوة استطلاعية انتخب أفرادها انتخاباً، وأسند قيادتها إلى مظفر الدين كوكبوري صاحب حران، وبدر الدين دلدرم بن ياروق أمير عسكر حلب، وصارم الدين قايماز النجمي أمير عسكر دمشق، لتقوم بالإغارة على ممتلكات العدو، لإضعاف معسكراته وكشف مخططاته فسارت هذه السرية المدججة بالسلاح والعتاد، باتجاه صفورية. وقد حرص قوادها على أن يكون مسيرها على قدر كبير من السرية والخفاء، فكان سيرهم إليها في الجزء الأخير من الليل، على أن يكون هجومهم عليها في الصباح الباكر، وبالفعل فقد نفذت تلك الخطة بدقة تامة "وصبحوا صفورية وساء صباح المنذرين (?) وأما الصليبيون الذين كانوا ينعمون بنوم هادئ في ذلك الوقت فإنهم قد استيقظوا على أصوات السيوف والرماح وأسرعوا إلى لم شعثهم وتجميع قواهم لمواجهة ذلك الهجوم الإسلامي المفاجئ، والتقى الجمعان، ودارت بينهما معركة رهيبة، انتهت بانتصار إسلامي مظفر، وسقط معظم الصليبيين بين قتلى وأسرى، وكان من حملة القتلى، مقدم الاسبتارية وعدد كبير من أبرز فرسانهم ونجا مقدم الداوية بصعوبة (?)

بالغة ومما زاد الطين بلة أنه عندما تجرأت قوة صليبية أخرى على الإسراع إلى صفورية لنجدة إخوانهم كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015