رينولد شاتيون ينكر عليه هذا العمل، ويتهدَّده إن لم يُطلق سراح الأسرى ويعيد الأموال، غير أن صاحب الكرك رفض استقبال رسله، وعندما وجد صلاح الدين إعراضاً من جانب رينولد، أرسل إلى الملك جاي لوزينان شاكياً ومطالباً بالنصح لرينولد بإعادة الأسرى والأموال لبّى جاي دعوى صلاح الدين لكنه أخفق في الضغط على رينولد (?)،

وكان لهذا الأسلوب الذي استخدمه صلاح الدين في موضوع الأسرى الذين وقعوا بيد أرناط صاحب حصن الكرك ومطالبته إياه باطلاق سراحهم ورد أموالهم دون استخدام القوة كان له الأثر الأكبر في إدخال الخلاف وعدم الثقة بين ملك بيت المقدس وأرناط الذي لم يستجب لرجائه باحترام الهدنة المعقودة مع صلاح الدين وأصبح الملك الصليبي يتشكك في نوايا أرناط وطمعه في الانفراد بحكم تلك المنطقة، وإن كلاً منهما بات حذراً من الآخر (?).

كانت هذه التحالفات ونقضها نقطة الانطلاق الأولى لمعركة حطين (?)، ذلك أن تحالف صلاح الدين مع ريموند الثالث، وأتاح له مجالاً للتدخل في السياسة الداخلية للصليبيين وإن تجديد تحالفه مع كل من ريموند الثالث وبوهيموند الثالث حرماً مملكة بيت المقدس من مساعدة أقوى إمارتين صليبيتين في الشام، وهما إمارة طرابلس، وإمارة أنطاكية وهكذا نجح صلاح الدين في شقَّ الصف الصليبي، وفي المقابل فإنه نجح في توحيد الصف الإسلامي، فأعدَّ الجيوش الإسلامية في مصر والجزيرة والموصل والشام، معنوياً وعسكرياً، للمعركة التي أرادها فاصلة (?)، وعندما أكتملت استعدادات التجهيز، خرج صلاح الدين من دمشق في شهر محرم 583هـ/شهر آذار 1187م على رأس جيش كبير متجهاً نحو الجنوب فوصل إلى رأس الماء إلى الشمال الغربي من حوران (?)، ثم اتجه إلى بصرى (?) ليستقبل قاقلة الحجاج التي كان من عدادها أخته وابنها، ويضمن في الوقت نفسه عدم تعرض رينولد لهم، لأن التقارير التي وصلت إليه، أشارت إلى تربص حاكم الكرك بالحجاج (?)، وبعد أن أطمأن إلى وصول القافلة وسلامتها، شرع في مهاجمة الكرك، وإذ علم رينولد شاتيون (أرناط) بوجوده في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015