ومطالبة الطرفين بالاتحاد لمواجهة ذلك الاستعداد الهائل الذي أعده صلاح الدين لهم، الأمر الذي اضطر الملك لوزجنان إلى المسير بنفسه إلى القومص ريموند الصنجلي، لاسترضائه ومصالحته (?). وعلى الرغم من ذلك فإنه يمكن القول بأن صلاح الدين قد جنى من جراء تدخله في شؤون الصليبيين بمساعدة أحدهما على الآخر، ثماراً أهمها ذلك الاختلاف الكبير في وجهات النظر بين ريموند الصنجلي وبعض الأمراء الصليبيين وفي مقدمتهم أرناط صاحب حصن الكرك، ولعل هذا الأمر هو السبب الذي جعل المؤرخ ابن الأثير يصف هذا التحالف بين صلاح الدين وريموند الصنجلي رغم قصر مدته بأنه: من أعظم الأسباب الموجبة لفتح بلادهم، واستنفاذ البيت المقدس منهم (?) وهكذا عقد صلاح الدين مع بوهيموند الثالث أمير أنطاكية، هدنة منفصلة معه إما بناء على طلب منه، وأما بدعوة من صلاح الدين، ليطمئن على خطوطه الخلفية ويتفرغ للقتال في الجنوب (?)، ووسع ريموند الثالث مدى اتفاقيته مع صلاح الدين مضيفاً إليها. حماية منطقة الجليل وبذلك يكون قد فتح الطريق لصلاح الدين للولوج بين الأردن وفلسطين (?).

3 - رينولد شاتيون ينقض مجددا الهدنة مع المسلمين

3 - رينولد شاتيون يُنقض مجدداً الهدنة مع المسلمين: أثار تحالف صلاح الدين مع ريموند الثالث، غضب رينولد شاتيون الذي كان في هدنة مع صلاح الدين واشتهر بالتفكير المنفرد وبفضل ما تنطوي عليه الهدنة من بذل الحماية، صارت القوافل التجارية تتردَّد بين مصر وبلاد الشام، مجتازة الأراضي الصليبية بأمان (?)، ولا شك بأن ذلك عاد بالفائدة على رينولد شاتيون نفسه، نظراً لما يفرضه من ضرائب ومكوس عليها كما يبدو أنه لا يستطيع الحياة دون أن ينهب يسرق، فقام بنقض هدنته مع صلاح الدين عام 582هـ/أواخر عام 1186م حين أوقف قافلة تجارية كبيرة مارَّة بأرض الكرك، في طريقها من مصر إلى بلاد الشام، واستولى عليها، فقتل حرَّاسها، وأسر بعض الجند، كما قبض على من في القافلة من تجار وعائلات وحملهم إلى حصن الكرك (?)، لم تلبث أنباء الاعتداء أن وصلت إلى مسامع صلاح الدين، ولحرصه على احترام المعاهدة، أرسل إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015