إيذانا بصراع حاد بين الأمراء حول الفوز بعرش المملكة وقد بدأت أولى كانا على مقربة من الملك عند وفاته في عكا، وظل المعارضون لوصاية ريموند الثالث في حبك المؤامرات حتى نجحوا أخيراً في سحب الوصاية منه، وتحويل المُلْك من الطفل إلى أمه سيبيلا وأوكلوا إليها اختيار الملك الجديد، لأنها لا تستطيع أن تحكم كامرأة، وسلمَّت سيبيلا تاج الملك إلى زوجها جاي لوزينان وفق ما أراده المعارضون لريموند الثالث (?).

2 - استفادة صلاح الدين من الظروف التي تمر بها مملكة بيت المقدس:

في الوقت الذي كان صلاح الدين يعمل جاهداً لتكوين قوة عسكرية مزودة بالمؤن والعتاد، واستعداداً لخوض معركة فاصلة ضد الصليبيين، كان يتجنب الاشتباك مع الصليبيين في أكثر من جبهة واحدة ولا يمكن عدوه من تعبئة قواه وتوحيد صفوفه رداً على تعبئة القوات الإسلامية، فأرسل في سنة 583هـ/1187م إلى أهل حلب يأمرهم بمصالحة بوهيمند الثالث أمير انطاكية ليتفرغ لجهاد الصليبيين من جانب واحد (?)، كما عمد صلاح الدين الذي عرف بمهارته العسكرية أيضاً إلى استغلال تلك الظروف العصيبة التي كانت تمر بها مملكة بيت المقدس عقب تتويج جاي لوزجنان الذي تنازلت له زوجه عن الحكم وأصبح ملكاً لبيت المقدس، بعد أن خلعت التاج عن رأسها ووضعته على رأسه قائلة: زوجي أقدر وهو أحق بالملك وأجدر (?) وفشل القومص ريموند الضجلي أمير طرابلس في الفوز بذلك المنصب، عدم رفض فرسان الداوية استقلاله بالحكم وطالبوه بالعمل بالوصية التي كانت تقضي له بحق الوصاية فقط الأمر الذي جعله يلقي بنفسه بين أحضان صلاح الدين طالباً منه مساعدته ضد ملك بيت المقدس والداوية وأجاب صلاح الدين نداءه وأمده بالمعونه اللازمة وبذلك استطاع أن يضم إليه حليفاً جديداً من الصليبيين، مكوناً بذلك ثغرة كبيرة في صفوف الصليبيين (?) وبالفعل أوشك الصدام المسلح أن يحتدم بين الملك جاي وبين ريموند، حيث عسكر ريموند في طبرية، وأقام هناك في زي المتطاول المتفاخر بعد أن ضم حوله عدداً كبيراً من الصليبيين، وحث العزم السلطاني على قصدهم ليرد إليه الملك (?).

كما قام ملك بيت المقدس أيضاً بحشد جيش عظيم لمهاجمة طبرية لولا تدخل بعض الأمراء لتهدئة الموقف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015