صلاح البيوت (صفحة 64)

المحبة الودود لزوجها، وترقبها لعودته إليها ليلة ليلة، وساعة ساعة، وفيه تودد وتحبب واستمالة لقلب الزوج المحب المشتاق، إذ بدأ بها قبل غيرها من نسائه.

وعن الأسود قال: قلت لعائشة: إن رجلا من الطلقاء يبايع له – يعني معاوية – قالت: يا بني! لا تعجب، هو ملك الله يؤتيه من يشاء (?).

انظروا وتأملوا إلي رجاحة عقلها.

- أم المؤمنين سودة بنت زمعة (رضي الله عنها):

أسلمت قديما وبايعت، وكانت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت ابن عم لها يقال له " السكران بن عمرو بن عبد شمس " أخو سهيل بن عمرو .. وأسلم معها - رضي الله عنه - وهاجر معا إلي الحبشة في الهجرة الثانية، ولما قدما مكة، رأت سودة في المنام كأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبل يمشي حتى وطئ عنقها، فأخبرت زوجها بذلك، فقال: لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجك محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا أنقض عليها، وهي مضجعة، فأخبرت زوجها، فقال: إن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت، وتتزوجين من بعدي، واشتكى السكران من يومه ذلك، فلم يلبث إلا قليلا ثم مات، وتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ومن رجاحة عقلها:

روى أبو عمر عن عائشة - رضي الله عنه - قالت لما أسنت سودة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - همَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطلاقها، فقالت: " لا تطلقني وأنت في حل مني، فأنا أريد أن أحشر في أزواجك، وإني وقد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد ما تريد النساء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015