- ومن روائع المواساة التي تدل علي حب النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم -:
لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة أحد .. أذن بلال بصلاة المغرب فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوكأ علي السعدين (سعد بن معاذ – سعد بن عبادة رضي الله عنهما) فصلي بهم ثم عاد إلي بيته، ومضي سعد بن معاذ إلي نساءه ونساء قومه، فساقهن حتى لم تبقي امرأة إلا جاء بها إلي بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يبكين حمزة بين المغرب والعشاء .. وأذن بلال العشاء فلم يخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ذهب ثلث الليل، ثم ناداه الصلاة يا رسول الله! فهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نومه وخرج، فإذا هو أخف في مشيته منه حين دخل، وسمع البكاء فقال: " ما هذا؟ " فقيل: نساء الأنصار يبكين علي حمزة، فقال: " رضي الله عنكن وعن أولادكن " وأمر أن ترد النساء إلي منازلهن.
وفي رواية ابن هشام: خرج عليهن وهن علي باب المسجد يبكين علي حمزة فقال: " ارجعن رحمكن الله، لقد واسيتن، رحم الله الأنصار، فإن المواساة فيهم "، فرجعن بليل مع رجالهن. (?)
وفي رواية: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم رجع من أحد سمع نساء الأنصار يبكين علي أزواجهن فقال: " لكن حمزة لا بواكي له " فبلغ النساء ذلك فجئنا يبكين