هنيئا لكي يا أم الشهيدين سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن فرحا بقدوم روحه ... وعمرو بن معاذ الذي يشفع في أهله " هنيئا لكي على صبرك وعلى حبك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ومن حب النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم - جعلهن يدفعن أولادهن يقاتلن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي، أن امرأة دفعت إلي ابنها يوم أحد السيف فلم يطق حملة، فشدته علي ساعده بنسعة، ثم أتت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! هذا ابني يقاتل عنك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أي بني! احمل هنا " فأصابته جراحة، فصرع، فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أي بني! لعلك جزعت. قال: لا، يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!. (?).
وقد بلغ عدد القتلى من المسلمين في غزوة أحد سبعين رجلا وكانت أغلبية القتل من الأنصار، فقد قتل منهم خمسة وستون رجلا (41 من الخزرج، 24 من الأوس، وقتل رجل من اليهود (?) وأربع من المهاجرين، ومع هذا العدد الكبير من الأنصار ما سمعنا رواية واحدة صحيحة ولا ضعيفة ولا موضوعة أن أحدا من الأنصار تزعزع إيمانه، أو ارتد سخطة على هذا الدين حيث أصابهم ما أصابهم في سبيل هذا الدين الجديد، بل مع حزنهم علي قتلاهم، فرحوا بموعود الله علي الجنة، كما مر قول أم سعد.