صفة الجود: صفة ثبوتية ذاتية؛ لأن جود الله عم كل البشر، ووصل جوده إلى الحيوانات العجماوات, ووصل إلى أكفر أهل الأرض، فقد وصل جود الله إلى فرعون، فعافاه وأعطاه ومنحه وملكه، وهو مع ذلك يكفر برب العالمين جل في علاه.
وقد ثبتت هذه الصفة لله بالكتاب وبالسنة وبإجماع أهل السنة.
أما بالكتاب فالدليل عليها وإن كانت المسألة فيها رقائق بعيدة عن المنهجية، لكن قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:64]، وهي تدل على الجود.
وأما من السنة فما جاء في السنن: (إن الله جواد يحب الجود).
وهذه الصفة العظيمة الجليلة معناها: كثرة العطاء، وكثرة الفضل والإحسان.
وقد قال ابن القيم في نونيته: وهو الجواد فجوده عم الوجود جميعه بالفضل والإحسان وهو الجواد فلا يخيب سائله ولو أنه من أمة الكفران فجود الله عم الدنيا بأسرها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يمين الله ملأى سحاء الليل والنهار، لا تغيظها نفقة، أرأيتم ما انفق الله منذ خلق السموات والأرض؟ ما نقص ذلك مما عند الله شيئاً).