جود الله نوعان: جود معنوي، وجود حسي، فأما الجود الحسي فهو معلوم، وهو الجود بالأرزاق، فمن جود الله إرسال الرياح رحمةً وبشرى بين يدي رحمته, ومن جوده إنبات الثمر للحيوانات قبل البشر، ومن جوده جل في علاه إعطاء المحروم ما يريد وما يتمنى.
ومن جود الله جل في علاه المعنوي: الجود على أوليائه بالإيمان وبالعلم وبالنفقة القلبية، فيكشف عن القلوب، فيجود عليها بحبه وبإيمانه.
ومن جوده أنار لك طريق الهداية، ومن جوده أرسل محمداً رحمةً للعالمين سبحانه جل في علاه, وأعجب من ذلك: أن جوده بلغ الكافر كما بلغ المسلم, كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا أحد أصبر على أذى من الله, يسبونه، ويدعون له الولد، وهو يعافيهم ويرزقهم!).
وهذا من جود الله جل في علاه.
فالجود عم كل المخلوقات، فقد عم المسلم والكافر, وعم البر والفاجر, وعم حتى الحيوانات العجماوات.