فلا تخفى أهميته على الكافرين، فكيف خفي ذلك على الذين يقرؤون صباح مساء:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]؟ !
إن مفهوم هذه الآية يعني: إن الله لا يحب المتفرقين.
وإذن، فإن الله لا ينصر -نصر استحقاق- مَنْ لا يحب .. فكيف يجاهد مَنْ يجاهد وصفوفهم ممزقة، وكلمتهم مفرقة، وقلوبهم متنافرة؟ !
وإذا كانت نتيجة التنازع الفشل لا محالة -وذلك بإخبار العليم الخبير- {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا} [الأنفال: 46].
فلماذا -إذن- الجهد، والبذل، والتعب، وإضاعة الأموال، وهدر الأرواح، وهدم الديار، وتشريد الصغار، والكبار.
لقد جاهدنا، وتنازعنا .. ثم فشلنا .. وفشلنا .. وفشلنا.
ثم ماذا كان؟
هل اتعظنا؟
كلَّا .. وألف كلَّا .. فلا بالنصوص عَمِلْنَا، ولا بالواقع اعتبرنا، ولا بنصائح إخواننا اتعظنا! ! {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} [التكوير: 26].
وإلى الله وحده المشتكى.
إن بناء الجماعة، ووحدة الصف، رُكْنٌ ركين من أركان العمل، والسعي نحو التمكين، ولا يمكن بحال من الأحوال التنازلُ عنه، أو غض الطرف عن