آثار التربية ومفاسد هجرها

إذا عُلِمَ أن التربية هي العمل بالعلم، فإن لممارستها أثرًا عظيمًا في تقوى الله، وإصلاح النفوس، وتقويم المجتمعات.

فبها يتحقق تماسك الصف، وتتم وحدة الكلمة، ويدفن كثير من الخلاف، وبها تحيا الأخلاق الحميدة، أخلاق التطاوع، والتسامح، وتختفي المصالح الفردية .. فتستقيم بذلك النفوس، وتصلح المجتمعات، ويصبح المسلمون كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضًا .. فيتنزل النصر، ويتم التمكين.

وحين يفقد المسلمون حسنَ التربية .. تَمَزَّقُ صفوفهم، وتزداد خلافاتهم، فيتنابزون الأخلاق الذميمة، ويتراشقون الاتهامات العظيمة، فينمو فيهم الحقد، وتعشش في قلوبهم الكراهية، وحينئذ تفسد النفوس، وتضعف الجماعات، وتحل المجتمعات.

وهذا ما كان في معظم الأحايين التي أهمل فيها المسلمون التربية، فحصدوا أشواك فقدانها، وتجرعوا سمَّ غيابها، ونالوا بلايا إهمالها، فتأخر عليهم النصر، وَبَعُدَ عنهم التمكين، ثم أحالوا ذلك كله على أعدائهم، وهي إحالة على مُفْلِسٍ، وبهذا تَعْلَمُ الأسبابَ الحقيقيةَ لفشل كثير من الجماعات، فضلًا عن انحرافهم المنهجي.

ومن ترك أمرًا واجبًا عُوقِبَ بحرمان ثمرته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015