وقال سبحانه:
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164].
ففي الآية الأولى: ذَكَرَ اللهُ تعالى العلمَ قبل التزكية.
وفي الثانية: ذَكَرَ سبحانه التزكيةَ قبل العلم.
وفي ذلك إشارة بليغة إلى عدم استغناء دعوة الرسل بإحداهما عن الأخرى، فلا سداد بتربية دون علم .. ولا فلاح بعلم دون تربية.
والعلم والتربية لا يفترقان .. فتدبر هذا؛ فهو عزيز.
ثم إننا لو حاولنا الاستطراد والتتبع لِمَا كانت عليه الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- من ممارسة التربية العملية الواقعية -وبخاصة أسوتنا وقدوتنا - صلى الله عليه وسلم - لَعَجَزْنَا عن الحصر ...
فَمِنْ خُلُقِهِ - صلى الله عليه وسلم - مع أهله، وتربيته لهم .. إلى معاملته لأحفاده، وأطفال المسلمين .. إلى ممارسة تفتيش أسواق المسلمين .. إلى معايشة المسلمين في حلهم، وترحالهم، وضحكهم، وبكائهم، وسرائهم، وضرائهم، وهو يوجههم، وينصحهم، ويسددهم، إلى غير ذلك، مما يطول بحثه، وليس ههنا محله.