وإذن؛ فالطائفة المنصورة الناجية هي منهج، ومقومات، وجماعة، ورجالات، تقوم على هذا المنهج، وتستمسك بتلك المقومات، وهي ظاهرة على هذا، عقيدةً ومسلكًا، شريعةً، وخلقًا، وجهادًا بالقول، واللسان، والعمل، والسِّنَانِ، فتارة هذا، وتارة ذاك، حسب الظروف، والأحوال، ومقتضى الشريعة الْغَرَّاءِ.

وهكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ..

تارة يجاهدون بالقرآن: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52].

وتارة بالدعوة: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125].

وتارة بالسِّنَانِ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193].

وبناء على هذه الصفة -صفة الاستمرارية- فإن أَيَّ جماعة نشأت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنهج، أو تحزب، أو سياسة، أو تَفَرُّقٍ، أو خرجت عن الجماعة الأم بعقيدة، أو فكر، أو بابتداع، أو منهج، فهي جماعة مقطوعة السند، غير ناجية المآل؛ إذ لم يتحقق فيها شروط صحة السند، وهي: ((نقل العدل الضابط، عن العدل الضابط، إلى منتهاه، من غير شذوذ، ولا علة)).

فلا بُدَّ من أن يكون في أول السند الصحابةُ -رضوان الله عليهم- ثم في الطبقة الثانية التابعون من بعدهم، وهكذا إلى يومنا هذا .. جِيلٌ عَنْ جِيلٍ.

وفي حال إنشاء جماعة جديدة، بفكر جديد، أو منهاج جديد، أو رسم جديد، فالسند -والحال هذه- مرسل، منقطع، والطائفة هذه فاقدة لصفة الاستمرارية التي هي الفارق الأكبر، والميزة العظمى، فهي-إذن- ليست منصورة، ولا ناجية.

وانقطاع السند يؤدي إلى انحراف في المتن والمنهج، وهو ما يسميه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015