علماً بأن هؤلاء اليهود الذين تستروا بالعلمانية والبحث العلمي المحايد لم يقدِّموا نظريات تدعم قضية الإلحاد في العوم البحتة الخاضعة للاختبار والتجربة وتقويم النتائج؛ وإنما قدموا نظريات أو فرضيات على الأصل في العلوم الإنسانية ذات الاحتمالات الكثيرة، غير الخاضعة للاختبار والتجربة وتقويم النتائج، وضمن نظرياتهم التي قدموها في علوم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد وفلسفة النشوء والارتقاء دسوا قضية الإلحاد والكفر بالله، تحقيقاً للمخطط اليهودي الشامل.

وهذا يوضح لنا أن قضية الإلحاد بالله قضية سياسية عالمية، تخدم مصالح خاصة لفئات معينة من الناس، وهذه الفئات تجند الذين يستجيبون لدعوتها، ثم تقدمهم وقوداً لدعم سياستها وخدمة مخططاتها.

هذه في هذا العصر هي حقيقة المذهب الإلحادي المنظم الذي تدعمه قوى سياسية ذات ثقل في العالم، أما الإلحاد الفردي الذي تدفع إليه دوافع إجرامية فجورية خاصة فهو موجود في كل عصر، وكذلك نظرات الشك التي قد يتعرض إليها الإنسان في بعض مراحل من حياته، هي أيضاً ذات طابع فردي غير منظم ولا مدعوم، وليس لها قوى جماعية كبيرة تنصرها وتنشرها وتدعو الناس إليها، لأن نظرات الشك في قضية الإيمان لا تحمل أصحابها قضية ذات رسالة تبشيرية، ولا تستطيع هي في نفسها أن تجد أدلة تدعم قضية الإلحاد والكفر بالله، وبذلك تبقى قضية الإلحاد قضية ساكنة صامتة في نفوس أصحابها، لا دوافع تحركها ولا دلائل تدعمها.

بخلاف قضية الإيمان فإن وراءها دوافع تدفعها إلى الحركة والنماء والانتشار والبيان المستمر، ومعها مئات الأدلة التي تدعمها، وإن نظر إليها بعض الناس بشك في بعض مراحل حياتهم.

إن المؤمنين بالله لهم أدلة لا تحصى على ما آمنوا به، وكل باحث منهم يتكشف له في موضوع اختصاصه طائفة من هذه الأدلة، وهي تقدم له القناعة الكافية بأن الله حق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015