الفريقين معاً، وإما أن يكون حكماً عدلاً، يسجل على كل فريق منهما خطأه وصوابه، ويعمل على أن يرد كل مخطئ منهما إلى وجه الصواب.
وهنا نقول: إن الإسلام الاشتراكي وفق مفهوم الاشتراكيين صورة مزورة للإسلام، وإن الإسلام الرأسمالي وفق مفهوم الرأسماليين صورة مزورة أيضاً للإسلام، وإن الإسلام الدكتاتوري وفق مفهوم الدكتاتوريين صورة مزورة للإسلام، وإن الإسلام الديمقراطي وفق مفهوم الديمقراطيين صورة مزورة أيضاً للإسلام.
أما الإسلام فهو شيء آخر غيرهذا وغير ذلك، وإن كان بين هذه النظم وبين التعاليم الإسلامية تشابه جزئي.
هذه هي الصور الخمس المنسوبة إلى الإسلام، وهي مشوبة بالشوائب الدخيلة المفسدة لها، وقد يحدث أن تجتمع في بعض مفاهيم الناس مجموعة منها، فيتكاثر الخطأ، ويعظم الانحراف، وتزداد المصيبة، وتشتد الحاجة إلى الإصلاح والتقويم.
(5)
الأسباب وعلاجها
بعض الأسباب التي أدت إلى دخول الشوائب على المفاهيم والتعاليم الإسلامية قد سبقت الإشارة إليها في غضون تتبُّع الشوائب وصورها، وبطريقة تأملية عامة جامعة تنكشف لنا طائفة من هذه الأسباب.
وأعرض فيما يلي أسباباً عشرة مع طرق علاجها فيما ظهر لي:
* السبب الأول - الجهل وفتور الهمة عن تفهم التعاليم الإسلامية الصحيحة:
وعلاج هذا السبب يكون بقيام أهل الرأي وأصحاب الرشد في كل بلد من بلاد المسلمين برسالة التعريف بالإسلام الصافي، وفق الخطة التي سلف الحديث عنها، لا سيما في البلاد التي يوجد فيها منتسبون إلى الإسلام، ولكن ليس لديهم