المسلمين إلى منزلق الخطر الذي ينتهي في آخره إلى طمس نظام من نظم الإسلام، وإحلال نظام آخر في مكانه، تعلُلاً بوجود التشابه بينهما في ناحية من النواحي.
مع أن مثل الإسلام كمثل المخلوق في أحسن تقويم بصفاته التامة التي لا يصح بحال من الأحوال فصلُ بعضها عن بعض، ومثل الأنظمة الأخرى كمثل غير الإنسان من الأنعام أو الوحش، وليس صعباً على أي ناظر أن يجد تشابهاً جزئياً بين الإنسان وبين هذه الكائنات الحية الأخرى.
ولكن الجنوح الخطير فكرياً أو تطبيقياً أن يحتل ثعلب ماكر، أو ثور مغامر، أو ذئب غادر، مكان الإنسان، أو أن تحتل نظيراتها من الأنظمة الوضعية مكان نظام من أنظمة الإسلام، أو مكان عدد منها.
وقد حاول أنصار كل مذهب من هذه الوضعية أن يجد في الإسلام تأييداً لجانب من جوانبها، ليلبِّس بذلك على المسلمين، ويجعل الإسلام كأنه صاحب هذه المذاهب أو يوافق عليها.
وفي دوَّامة المغالطات والتلبيسات نجد أن أنصار المذاهب الاشتراكية في البلاد الإسلامية يختبئون وراء الإسلام، ليحميهم من هجمات أنصار المذاهب الرأسمالية، ويدرأ عنهم الضربات القاصمة، بحجة أن الإسلام يحتوي على مبادئ اشتراكية، تحقق العدالة الاجتماعية بين الناس، كما نجد أنصار المذاهب الرأسمالية في البلاد الإسلامية يقدمون الإسلام إلى الصف الأول في معركتهم مع أنصار المذاهب الاشتراكية، بحجة أن الإسلام يعترف بالملكية الفردية ويحميها، ويفسح مجال حرية العمل والكسب والتجارة، ولا يسدُّ أبواب المنافسة الشريفة في تحصيل الثروات.
وبين صراع الاشتراكيات والرأسماليات التي يزج كل منهما الإسلام في أتون معركته مع الآخر يتلقى الإسلام في بلاد المسلمين معظم الضربات، مع أن الإسلام بريء من الفريقين المتصارعين، وأي منهما انتصر فالإسلام خاسر.
وإن صح وجود الإسلام في حلبة الصراع هذه فإما أن يكون فريقاً وحده ضد