من يعرّفهم بالإسلام الصحيح، وهم في شوق إلى معرفته، وأمثال هؤلاء يسهل على المضلين أن يفسدوا مفاهيمهم الإسلامية.

ولتحقيق هذا العلاج لا بد من تآزر القوى الفكرية والمالية والإدارية مع الدعاة المعرّفين بالإسلام الحق.

* السبب الثاني - اتباع الهوى:

وهذا السبب يدفع صاحبه أن يُدخل في التعاليم الإسلامية ما ليس منها، إرضاء لهواه.

ولقد تكون جريمته أخف إذا هو أرضى هواه عن طريق المعصية، ولكنه يريد أن تظل سمعته الدينية حسنة بين الناس، فهو يحاول أن يجد لعمله مبرراً، فيدخل في التعاليم الإسلامية الشوائب التي ترضي هواه، ثم يتستر وراءها حذراً من سخط الناس ونقمتهم، وينسى أو يتناسى أن نقمة الله أشد عليه وأقسى من نقمة الناس.

يضاف إلى ذلك أن نقمة الله في التلاعب بالدين أشد كثيراً من نقمته في المعصية التي يقترفُها العاصي، وهو يعترف بها.

وعلاج هذا السبب يكون بإصلاح النفس عن طريق إثارة الخوف من الله، وحسن مراقبته، وملاحظة الأجر العظيم لأهل طاعته، مع تربية دينية رصينة، ورقابة اجتماعية حصينة، ويكون أيضاً بتبصر المتصدين للفتاوى الدينية بالمزالق التي يضعها أهل الأهواء.

* السبب الثالث - الغلو في الدين غير الحق:

وهذا السبب مناقض للذي قبله، فهو يمثل جانب الإفراط، في حين أن الذي قبله يمثل جانب التفريط.

والغلو في الدين يفضي إلى تشددُّات منفِّرة، وتعنُّتات ومبالغات لا يرضاها الدين ولا يقبلها، بل يتنافى معها، فالدين يسر سمح، وهو دين الفطرة، والغلوّ في الدين ينافي سماحته ويسره، وينافي ملاءمته للفطرة الإنسانية، وفي كلام الرسول صلوات الله عليه "هلك المتنطعون" وهم المغالون في الدين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015