جدليات كلامية، ومصارعات عملية، حول أفضل الألوان التي ينبغي أن يُدهن بها الجدار الخارجي لبناء الصرح الإسلامي، مع أن جيوش الهدم لا يُستطاع دفعها إلا باجتماع طاقات حماة هذا الصرح العظيم على اختلاف أعراقهم ومذاهبهم.
* الصورة الخامسة:
وهي الصورة المزورة للتعاليم الإسلامية تزويراً كلياً أو تزويراً جزئياً، وأمثال هذه الصورة المزورة نجدها عند الفرق المنحرفة الضالة، التي عمل على إنشاء جيوبها أعداءٌ للإسلام، تظاهروا بالانتساب إليه نفاقاً، ليعملوا على هدمه من الداخل، وذلك بتكوين فرق وطوائف تنتسب إلى الإسلام انتساباً اسمياً، وهي تحمل له كل حقد وكيد، وتضع له صوراً مصنوعة من عند أنفسها، مزورة على الإسلام وعلى أحكامه وشرائعه. ولليهود في هذا المكر أكبر نصيب.
وبدهي أن كل صورة مزورة من هذا القبيل ليست من الإسلام في شيء، وإن تسمّت باسمه.
ومن اليسير على جماعة المسلمين أن يكتشفوا هذه الصور المزورة المزيفة، متى قارنوها مقارنة عامة بما هو معلوم من الدين بالبداهة عند جميع المسلمين.
ولكن الأمر الخطير جداً إنما هو إدخال التزويرات الجزئية على بعض المفاهيم والتعاليم الإسلامية الثابتة، وهذا ما اتجهت إليه أجهزة المكر في هذا العصر، وكانت لعبة قُصد بها تحويل المسلمين عن أسس التعاليم الإسلامية باسم الإسلام.
فمن أمثلة ذلك الأسماء الحديثة التي انتشرت في عالمَي الاقتصاد والسياسة (كالاشتراكية والرأسمالية والدكتاتورية والديمقراطية) .
إن من المعلوم أن لهذه الأسماء مفاهيم ومدلولات خاصة عند الآخذين بها.
والذي يُلاحظ أن تشابهاً جزئياً موجود فعلاً بين التعاليم الإسلامية وبين بعض ما تتضمنه هذه الأسماء من دلالات نظرية، أو تطبيقات عملية.
واستغلالاً لهذا التشابه الجزئي يأتي أعداء الإسلام فيستدرجون بعض