ومن أسباب الخطأ في الاجتهاد عدم التبصر الصحيح الشامل بمختلف المصادر التي تثبت بها المعارف الإنسانية، لمعرفة وجه الصواب، أو لتخفيف نسبة احتمالات الخطأ.

وليس عسيراً على علماء المسلمين أن يصلحوا هذه الصورة التي دخلت فيها الأخطاء، إذا اجتمعوا في مؤتمرات عامة، وعالجوا المشكلات بتجرد صحيح، ونشدان للحقيقة حيث كانت.

ويلحق بهذه الصورة التي دخلت فيها أخطاء لدى رسم المفاهيم الإسلامية الصحيحة المقومة لكل ما في الحياة رغم تطور أساليبها وصورها الحضارية، ما نلاحظه عند طائفة من متأخري طلاب المعرفة الإسلاميين من الإغراق في الاشتغال بالجدليات الكلامية والمماحكات اللفظية، وصرف معظم جهد البحث العلمي في حدود الألفاظ والحروف، والبعد عن تصيد جواهر التعاليم الإسلامية النافعة، وإخراجها منتظمة في عقود فكرية متكاملة متناسقة، تعالج مشكلات الحياة، وتواكب أطوارها الحضارية المتقدمة بإصلاح وتقويم، أو دفع وتدعيم.

ولكن النهضة العلمية الإسلامية الحديثة في طائفة من عواصم بلاد المسلمين قد عدّلت من هذا تعديلاً كثيراً.

* الصورة الثالثة:

الصورة المشوهة من قبل أعداء الإسلام، وهي الصورة التي قبَّح جمالها وإشراقها الماكرون المفسدون بما لطخوا وجهها الصبيح من شبهات، وبما ألصقوا فيها من تهم كاذبة.

وصانعو هذه التشويهات رسامون كثيرون من أعداء الإسلام، أجهدوا أنفسهم في تصيد الشبهات والتشويهات والأكاذيب والتضليلات، لإلصاقها بالتعاليم الإسلامية، وإفساد عقول أبناء المسلمين، ثم أجهدوا أنفسهم فأضافوا إليها أصنافاً مختلفة من الزينات والأصباغ والدهانات الخادعة للنظر.

وحاولوا بهذا التشويه الحقير أن يشككوا المسلمين بدينهم وبتعاليمهم الربانية، واستطاعوا بعد جهد جهيد وزمن مديد أن يتلاعبوا بعقول البعيدين عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015