الإسلام، وقد يسهل الأمر حينما يقال: هذا هو رأي فلان الذي فهمه عن الأمر الفلاني من الإسلام، ولكن الخطر حينما يقال: هذا هو الحكم الإسلامي قطعاً، وكل رأي مخالف له من الآراء والاجتهادات التي لها وجه من النظر ضلال وكفر.

وأسباب الأخطاء في رسم هذه الصورة كثيرة جداً، ويمكن الإشارة إلى أهم أصولها العامة:

الأصل الأول: الخطأ في الاجتهاد، وللخطأ في الاجتهاد أسباب كثيرة يعرفها علماء أصول الفقه الإسلامي.

الأصل الثاني: الخطأ في تقويم ما توصل إليه الاجتهاد، وذلك باعتباره هو الحق لا غير، رغم أن اليقين القاطع لم يتوافر فيه.

الأصل الثالث: التعصب للرأي أو للمذهب ضد الآراء أو المذاهب الأخرى.

أما الخطأ في الاجتهاد فيعذر فيه المجتهد الكفء بشرط تقيده بالأصول الاجتهادية العامة، التي قامت عليها دلائل الشرع والعقل.

ولكنه ليس للمجتهد الذي توصل إلى مفهوم إسلامي قائم على ما ترجح لديه من ظن غالب أن يعطي ما توصل إليه اجتهاده أكثر من القيمة التي يستحقها، فيفرض على الإسلام رأيه، ويحارب كل رأي مخالف، وكذلك ليس لأنصار هذا المجتهد أن يفعلوا مثل هذا الفعل لاحتمال أن يكون الصواب في جانب رأي المخالف، أو في جانب رأي آخر.

فإذا تعصب المجتهد لرأيه وفرضه على الإسلام فقد يؤدي به الحال إلى أن يلصق بالإسلام ما لا يقول به الإسلام نفسه، فيضيف إلى الصورة الإسلامية خطأ من عنده.

ثم لا يصح للذين أخذوا برأي هذا المجتهد أن يتعصبوا له تعصباً أعمى، لأنهم بعملهم هذا يجسمون ويعظمون بقع الخطأ التي رسمها الاجتهاد الخاطئ في الصورة الإسلامية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015