ومتاهات، وعرضة لانزلاق سالكيه والخروج عن جادته، وعرضة لدخول الشوائب فيه.
أما الشوائب الدخيلة على التعاليم الإسلامية، فالحديث عنها يستدعي إلقاء نظرات عميقة إلى مصادرها ومنابع قدومها، ونظرات عميقة أخرى إلى السبل والوسائل التي تسربت بسببها فاختلطت في مفاهيم المسلمين، ضمن حشد التعاليم الأصلية، أو زاحمت بعضها ثم احتلت مكانه.
ويستدعي منا أيضاً أن نلقي نظرات على واقع الصور العامة للتعاليم التي خالطتها الشوائب، أو زاحمت ما زاحمت منها، ثم احتلت مكانه في مختلف البيئات لشعوب المسلمين.
(5)
أما النظرات إلى واقع الصور العامة القاتمة القائمة في مفاهيم كثير من المسلمين، فيمكن تمثيلها بإحدى الصور التالية المصابة بالخلل أو الفساد أو التزوير، وهي خمس صور:
* الصورة الأولى:
وهي الصورة المختلطة المهزوزة في مفاهيم بعض الناس لحقيقة التعاليم الإسلامية، وتكون هذه الصورة باختلاط الحقائق، وعدم إدراك كل منها في مكانه الصحيح.
والشوائب في هذه الصورة ناتجة عن تداخل عناصر الصورة، وتمازج بعضها في بعض، وعدم تمايز حدود كل منها.
ومن أمثلة هذه الصورة في الواقع ما نشاهده عند كثير من المنتسبين إلى الإسلام من المفاهيم المختلطة الغامضة عن التعاليم الإسلامية، كالذين يرون أن أي عطاء مالي يعتبر زكاة كافية للمال، ويكتفون بذلك فلا تحاسبون أنفسهم على كل نصيب زكوي يجب عليهم شرعاً أن يؤدوه، وكالذين يرون أن الديانات السماوية السابقة للإسلام لا تزال بعد بعثة محمد صلوات الله عليه مقبولة عند الله، ومنجية