أما الطعم في شباك الصيد فإنه يرجع إلى واحد من عدة أصول، ومنها الأصول الخطيرة التالية:

الأول: الإغراء بالمال.

الثاني: الإطماع بالحكم والسلطان.

الثالث: الفتنة بالنساء.

الرابع: الفتنة بالخمر والميسر والمخدرات وأصناف اللهو، وإضعاف القوى الفردية والاجتماعية عن طريقها.

الخامس: الخداع بمظاهر الحضارة المادية الخلابة، وبما تتضمن من قوى حربية فتاكة، وبمستنداتها من العلم المادي. وفي ضمن هذا الخداع تأتي واردات مهلكة لا هي من العلم الثابت، ولا هي من المنجزات الحضارية النافعة، وفي طيات هذه الواردات يكمن الخطر على الفكر، وعلى الخلق، وعلى السلوك، وعلى وحدة المسلمين، وعلى جميع قواهم الحقيقية المادية والمعنوية، ثم على كيانهم كله.

(4)

مصوّر عام لمنهج التعاليم الإسلامية وما طرأ عليه

نظرة عميقة إلى الشوائب التي دخلت أو أدخلت على التعاليم الإسلامية تكشف لنا أن المكان الطبيعي لهذه الشوائب يقع في أحد منحدرين كائنين من دون اليمين أو من دون اليسار، بالنسبة إلى المنهج الإسلامي الوسط، الممتد في القمة الرشيدة السعيدة، والذاهب ارتقاء إلى أعلى ذروات الحضارة المجيدة في دار الابتلاء، دار العمل والبناء، ثم إلى فردوس الخلود السعيد الأكمل في دار الجزاء.

وإنما يحظى بخيرات هذا المنهج القويم السامي السالكون فيه، المتقيدون بحدوده، أفراداً وجماعات، وشعوباً ودولاً، والكل مسؤولون عن سلوك هذا المنهج والتزامه، وعن بناء الصرح الإسلامي الديني والدنيوي معاً.

وهذا المنهج متى انكسرت حدوده أمسى عرضة للاتساع مما وراءه من مزالق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015