وأما انتصار قضية الإلحاد في أوروبا فقد شرح أسبابه (وولتر أوسكار لندبرج) عميد معهد هورمل منذ سنة (1919م) ، وخص بالذكر سببين:

الأول: ما تتبعه بعض الجماعات أو المنظمات الإلحادية، أو الدولة، من سياسة معينة ترمي إلى شيوع الإلحاد.

الثاني: المعتقدات الفاسدة التي تجعل الناس منذ الطفولة يعتقدون بإله على صورة الإنسان.

وطبيعي أن هذا السبب الثاني غير موجود في العقائد الإسلامية، لأنها قائمة على الحق الموافق للبراهين العقلية والأدلة العلمية.

ألا فليخفف (د. العظم) وسائر الملحدين من تفاؤلاتهم بانتصار قضية الإلحاد في دنيا المسلمين، فالله من ورائهم محيط، وليمت الملحدون بغيظهم إن شاؤوا، فالله متمٌّ ولو كرهوا.

(2)

بكل مجازفة مشحونة بالمغالطة زعم الناقد (د. العظم) - لسان طائفة من ملحدي هذا العصر - أن الإسلام والعلم يختلفان ويتنازعان في المنهج الذي يجب اعتماده في الوصول إلى المعارف والعلوم، وفي البحث عن الحقائق.

وقد غدا واضحاً أن سبيله وسبيل سائر الملحدين في مغالطاتهم، أن يقرروا من عندهم أموراً ينسبونها إلى الإسلام، وما هي بالمفهوم الصحيح له، ليغالطوا الناس بها.

وقد أحصيت في الفصل الأول من هذا الكتاب أصول مغالطاتهم، وهي ترجع إلى تعميم أمر خاص، أو تخصيص أمر عام، أو ضم زيادات وإضافات ليست في الأصل، أو حذف قيود وشروط لازمة، أو التلاعب في معاني النصوص، أو طرح فكرة مختلقة من أساسها، أو تصيد بعض الاجتهادات الضعيفة لبعض العلماء وجعلها هي الإسلام، أو التقاط مفاهيم شاذة موجودة عند بعض الفرق التي تنتسب إلى الإسلام، أو نسبة أقوال إلى غير قائليها أو إلى غير رواتها، أو كتمان أقوال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015