صحيحة وعدم التعرض إليها مع العلم بها وشهرتها، أو نحو ذلك مما يتصل بهذا التضليل القائم على التلاعب بالحقائق، بغية تهديم الإسلام وعقيدة الإيمان بالله، ودعم قضية الإلحاد ونشر الكفر والفساد في الأرض، وهم يخدمون في كل ذلك مصالح شياطين الإنس، مقابل أجر يدفع لهم من دمائهم ودماء أمتهم، كالهر الذي يلعق المبرد ليجزيه المبرد من قطرات الدم، وليست هذه القطرات إلا من دماء اللاعق، والتخدير الذي يحقن العدو به أعصابهم كفيل بأن يلغي الإحساس بالأمل، ريثما تتم عملية الاستنزاف.
ولبيان فساد فرية النزاع بين الإسلام والعلم نذكر القارئ بما جاء في الفصل الثاني من هذا الكتاب "الحقيقة بين الدين والعلم" ونزيده هنا بعض تفصيلات تستدعيها طبيعة الجدال والمناظرة.
لقد وضح لدينا بالبيان التحليلي التفصيلي أن الإسلام والعلم لا يختلفان ولا يتنازعان في المنهج الذي يجب اعتماده في الوصول إلى المعارف والعلوم، وفي البحث عن الحقائق، على خلاف ما افتراه الناقد (د. العظم) .
إن الإسلام والعلم الصحيح يسيران على منهج واحد في الوصول إلى المعارف والبحث عن الحقائق، حتى يصل البحث إلى منطقة عالم الغيب، فإذا وصل البحث إلى هذه المنطقة توقفت الوسائل الحسية وبقي المنهج الاستدلالي، وضمن المنهج الاستدلالي يبحثان وفق منهج واحد، وعند الخلاف المحتمل يبدو الفكر الإسلامي هو المرجح بأدلته الاستدلالية، وبمفاهيم نصوصه الآتية من عالم الغيب نفسه، ولا بد من مراعاة الأصول المنطقية العامة لدى فهم دلالات هذه النصوص.
ويظل حال التوافق بين الإسلام والعلم على المنهج الاستدلالي في مسيرة البحث عما في عالم الغيب من حقائق، حتى تنقطع الوسائل الاستدلالية، عندئذٍ يقول العلم: لقد انتهت رسائلي، ولكني لا أمانع احتمال وجود وسائل أخرى قد يأتي عن طريقها معارف وحقائق داخلة في عالم الغيب، وقد عجزت وسائلي الحسية والاستدلالية عن إدراكها، والحكم عليها بإثبات أو نفي.