الثاني: كون اليهود أقلية، لأن الشعور الجماعي كي يكون كاملاً فيما يُقرر يقتضي بتوجيه العداء نحو الأقلية.
* الصنف الثاني:
ما أسماه (فرويد) بالأسباب العميقة، وزعم أنها ترجع إلى الماضي السحيق، وأنها منبعثة من اللاشعور، وهي في رأيه تتلخص فيما يلي:
1- غير الشعوب الأخرى من اليهود، لأنهم آثرُهم عند الله، بوصفهم أكبر أبناء الله.
2- تمسك اليهود بعادة الختان.
3- أن الشعوب غير اليهودية لما تركت وثنياتها الأولى تحت قوة الضغط حقدت على أديانها الجديدة في مستوى اللاشعور منها، فأسقطت حقدها على اليهود، لأنها لا تستطيع أن تكره دينها الجديد.
هذه هي التحليلات النفسية التي أرجع إليها (فرويد) كراهية الأمم غير اليهودية لليهود.
وفي اعتقادي أن أي عاقل لا يملك نفسه عن ضحكات ساخرات من هذا التحليل، ومن هذه الأسباب التي ذكرها.
أما زعمه أن من أسباب كراهية الأمم لليهود كونهم غرباء عن الأوطان التي يقيمون فيها، فهو مردود من وجهين:
الوجه الأول: أننا نجدهم مكروهين ولو كانوا هم الأصلاء لا الغرباء.
الوجه الثاني: أننا نجد كثيراً من الغرباء في الشعوب محبوبين محترمين غير مكروهين.
فليست الغربة إذن من أسباب كراهية الأمم لهم، إلا أن ينضم إليها شيء آخرُ من اليهود أنفسهم، كالاستغلال والأنانية وعقدة الاستعلاء وحقدهم هم على الأمم.
وأما زعمه أن من أسباب كراهية الأمم لليهود كونهم أقلية، فهذا خلاف