ومما يثير العجب في خطة العمل اليهودية أن قادة الصهيونية قد كانت لهم رغبة بتحريض الأمم الأخرى على معاداة السامية (أي: معاداة اليهود) لتستفيد الحركة الصهيونية من ذلك، حتى قال (هرتزل) مؤسس الصهيونية الحديثة: "إن الصهيونية أحوج ما تكون إلى مبدأ معاداة السامية لكي تنتعش ".
وغدت قصة معاداة السامية هي السلاح الدعائي الذي يحمله اليهود في العالم الغربي، لاتهام كل من يعارض يهودياً ولو كان اليهودي هو المجرم الجاني بأنه معادٍ للسامية، باعتبار أن اليهود ساميون منبثون في شعوب غير سامية، وبذلك يتحمل المظلوم الغربي ظلامته في نفسه، خشية أن تلصق به تهمة التفرقة العنصرية والمعاداة على أساس عرقي.
وفي ظل هذا السلاح الدعائي نشط اليهود نشاطاً كبيراً في اغتنام خيرات البلاد التي نزلوا فهيا، وفي صنع المكايد الكثيرة دون أن تجرؤ الأمم الأخرى على مقاومتهم، خشية أن تلصق بها تهمة معاداة السامية، واليهود وحدهم من دون سائر الساميين هم الذين يستفيدون من هذا السلاح، كأنهم وحدهم هم الساميون في العالم، أما سائر الساميين فلا بأس أن يحرضِّ اليهود الدول على استغلالهم واستعمارهم ونهب خيراتهم.
أما دور (فرويد) وتلاميذ مدرسته في هذا المجال، فقد كان يعتمد على تسخير مبدأ التحليل النفسي لتزييف الواقع والحقيقة، وتمجيد اليهود وخدمة الصهيونية.
ولفرويد أقوال صريحة وواضحة في هذا المجال، وله تحليلات يزينها وفق أهوائه الخاصة، وقد ذكرها في كتابه "موسى والتوحيد".
وقد ذكر (فرويد) في تحليلاته أن أسباب كراهية الأمم لليهود كثيرة، واعتبر أنها ترجع إلى صنفين:
* الصنف الأول:
ظاهر وليس بعميق، وذكر من هذا الصنف سببين:
الأول: كون اليهود غرباء من الأوطان التي يقيمون فيها.