الواقع تماماً، بل هو عكس الواقع تماماً، إذ الواقع أن العداء يتوجه من الأقلية إلى الأكثرية بدافع الحسد، وليس العكس.
فليست الأقلية من أسباب كراهية الأمم لهم، إلا أن ينضم إليها شيء آخرُ من الأقلية نفسها، كمكايد تكيدها، واستغلالات تستأثر بها، وعقدة استعلاء تفتخر بها.
فالكراهية سببها اليهود أنفسهم، وأعمالهم داخل الأمم التي يعيشون بينها.
وأما ما ذكره من الأسباب العميقة فشيء مضحك جداً جداً.
أما غيرة الشعوب الأخرى من اليهود لأنهم آثرهم عند الله بوصفهم أكبر أبنائه، فلا أحد يعترف لهم بهذه الميزة حتى يغار منهم، ولكن الحسد والغيرة من سمات اليهود منذ تاريخهم القديم.
وأما تمسك اليهود بعادة الختان فمع بالغ السخرية نقول: إن غير اليهود يختتنون أيضاً، والأمم الأخرى لا تكرههم لذلك.
وأما حقد الأمم على أديانها في مستوى اللاشعور، وإسقاط حقدها على اليهود، فتحليل خيالي خرافي لا نظير له إلا في مستشفى المجانين.
فهل يوجد سخف أكبر من هذا السخف الفرويدي باسم التحليل النفسي، لدعم اليهودية العالمية؟!!.
(7)
ثم إذا تجاوزنا كل ما سبق، ونظرنا إلى نظرية (فرويد) في التحليل النفسي نظرة موضوعية غير متحيزة، فإننا لا نجد فيها ما يبرر للناقد (د. العظم) أن يمجدها ويقول عنها: إنها من أهم النتائج التي توصلت إليها البحوث العلمية في مجال الدراسات النفسية.
أما فكرة تحليل دوافع الأنفس إلى السلوك فهي فكرة إنسانية قديمة، وليست هي بحد ذاتها من مبتكرات (فرويد) إلا أن هذا الرجل قد أفرط في السبح الخيالي