افتتاح المؤتمر الصهيوني الأول بقوله: إننا هنا لنضع حجر الأساس لبناء المأوى الذي يأوي الشعب اليهودي إليه ... إن الصهيونية هي عودة اليهود إلى اليهودية قبل عودتهم إلى الأرض اليهودية. إن الصهيونية هي القومية الجديدة للشعب اليهودي ".
أفلا يدل هذا دلالة قاطعة على أن تظاهر (فرويد) بالإلحاد وعدم إيمانه بأي دين قد كان عملية من عمليات المكر والمخادعة، ليضم إلى فكرة الإلحاد أنصاراً من الأمم غير اليهودية، وبذلك يجندون أنفسهم في الكتائب المنفذة للمخططات اليهودية العالمية.
يقول الكاتب المتتبع لفرويد: "فإذا كان الأمر كذلك فقد كان شأنه فيه - كشأنه في كل المناسبات الصهيونية العنصرية التي ناصرها فعلاً - الحذرَ والبعد عن الأضواء، حتى لا يثير الريبة فيما أحيط به من هالة الموضوعية تفكيراً، والإلحاد عقيدة، والحقيقة العلمية هدفاً ...
وهكذا كان (فرويد) برغم كل ما تظاهر به من تفكير حر، وبرغم كل ما أعلن من إلحاد، غارقاً في اليهودية، بل اليهودية الصهيونية إلى أعمق الأعماق، وهكذا وجد "فرويد" نفسه في قمة شعوره بالذاتية اليهودية الصهيونية، وقمة توحده مع تلك الذاتية، مسوقاً في الطريق العلمي إلى التحليل النفسي، ومسوقاً في الطريق السياسي إلى العمل الصهيوني ... ".
(6)
استغل (فرويد) وتلاميذ مدرسته اليهود طريق التحليل النفسي لخدمة اليهودية العالمية، والحركة الصهيونية.
من ذلك ما استغلوه في موضوع معاداة السامية، الفكرة التي حمل اليهود رايتها في العالم الغربي، لإسكات كل لسان يمكن أن يتحرك في انتقاد اليهود، ولإيقاف كل مقاومة تتوجه لصد مكايدهم وتحركاتهم المريبة، في السياسة، أو في الاقتصاد، أو في الإعلام، أو في مجالات العلم والثقافة، أو في غير ذلك من مجالات.