أجل الدعوة العنصرية المتعصبة، بينما جعل (فرويد) من إلحاده قناعاً يحاول أن يخفي وراءه الوجه القبيح لهذه الدعوة".
وذكر الكاتب: أن (فرويد) كان يعتز جداً بيهوديته، وكان على معرفة متضلعة بالحياة اليهودية، وبالجوانب العقائدية لها، وبالطقوس الخاصة بها، وكان يرجع إلى التوراة ويقرؤها ويعجب بما فيها من فكر وفلسفة، وهذا على خلاف ما أعلنه من إلحاد مزيف.
ألا فليعلم (د. العظم) وسائر ملحدي العرب وغير العرب الذين يتنكرون لدينهم أمتهم هذه الحقائق عن (فرويد) وأمثاله قبل أن يتبعوهم.
وقصة التظاهر بالإلحاد من قبل المضللين اليهود وغيرهم قصة متكررة معروفة ومدروسة، وهي خطة من خطط المكر بأبناء الأمم الأخرى.
ففي الوقت الذي يكون فيه اليهودي متعصباً شديد التعصب لدينه، شديد الإيمان به، والثقة بتعاليمه، يرى من وسائل خدمة دينه وخدمة الشعب اليهودي، وخدمة أهدافه السياسية، أن يتظاهر بالإلحاد وإنكار الله، وبعدم تمسكه بالدين، ثم يقدم في أوساط أبناء الأمم الأخرى أفكاراً ومذاهب وعقائد مناقضة لما في الدين، ويزينها بزخرف من الصياغة النظرية، ويُلبسها أثواب البحث العلمي المتجرد، لتفتتن بها الأجيال الناشئة، وتتلقفها دون أن تشعر بالحذر من أغراض صاحبها، لأن صاحبها لا ينتمي فكريا ًكما أعلن إلى أي دين حتى يتعصب له ويعمل من أجله.
وهكذا تنطلي الخديعة، ويدخل المكر على أبناء الأمم، فيتركون أديانهم بحماسة، ويقاومونها بشدة، ويحملون آراء المضلل على رؤوسهم، على أنها حقائق علمية لا تقبل النقض ولا المعارضة، ويُضفُون عليها من القدسية العلمية ثوب إجلال وإكبار، ويروجون لها في أسواق العلم، وأندية الثقافة، وأوكار الأحزاب المتصلة بواضعي الخديعة والمخططين لها، ويكونون جنوداً صادقين في خدمة أفكار المضلل وآرائه، مع العلم بأنه هو غير صادق فيها، وإنما اتخذها وسيلة لخدمة غاية أخرى قد وضع عليها قناعاً كثيفاً، ليستُرها عن جنوده وأتباعه، ومروجي آرائه، ومنفذي مخططاته وهم لا يعلمون، أو هم يعلمون ولكنهم مستأجرون.