واضحاً بأنه لم يتخل يوماً عن يهوديته، على الرغم من إعلانه للإلحاد لأن إلحاده هذا لم يكن إلا إلحاداً ذهنياً، لم يصل قط إلى وجدانه، ولم يغير شيئاً من محتويات ذلك الوجدان واتجاهاته.
ونقل الكاتب عن (شويزي) - وهي محللة من خاصة (فرويد) وذات معرفة به وصلة وثيقة - أن إلحاد (فرويد) لم يكن إلا إلحاداً زائفاً، لأنه تركه بعد ذلك متشبثاً باليهودية الصهيونية، وفياً لها، سائراً في طريقها، منفذاً لمخططاتها.
وبدهي أن ندرك أمام هذا أن إلحاده المزيف إنما هو عملية من عمليات المخادعة اليهودية، لترويج مصنوعات الفكرية في أسواق معاهد العلم والثقافة، وأنديتها، ونشراتها ومؤلفاتها وسائر وسائل إعلامها وهذه المصنوعات الفكرية تحمل في طياتها ألغام نسف الحقائق الفكرية الأصيلة الثابتة لدى الشعوب، بغية خدمة المخططات اليهودية العالمية.
وقد انخدعت بمكيدته مدارس كثيرة من مدارس التحليل النفسي، وزعمته باحثاً حيادياً، ومكتشفاً مبدعاً في مجال دراساته التي قدمها، وكان للعصابة اليهودية التي انتمت إلى مدرسته أثر عظيم في الترويج لأفكاره وآرائه. وكان من ورائها أجهزة الإعلام اليهودية المنبثة في العالم.
ويؤكد الكاتب المتتبع فيقول: "وليس في حياة (فرويد) ما يومئ بأنه قد تخلى يوماً عن يهوديته، بل إن فيها ما يؤكد تمسكه بها، واستغراقه فيها إلى درجة غير مألوفة".
ثم عقد المشابهة بين إلحاده وإلحاد (بن غوريون) وغيرهما من اليهود الذين يعلنون عن إلحادهم، وذكر أنه مثل إلحاد فرويد في ذاته، ومن خصائصه أنه لا يرى حرجاً أو تناقضاً في الجمع بين إنكار الله وبين الإيمان بدعوة دينية عنصرية متعصبة تستند إلى كتاب مقدس.
ثم فرق الكاتب بين (بن غوريون) و (فرويد) ، فقال: "ولعل الفارق بينهما أن (بن غوريون) أعلن عن إلحاده، ثم اتجه في الوقت نفسه إلى العمل السافر من