و (د. العظم) حمّالُ أثقال في مؤخرة ركب الملحدين، يردد ما يقولون، وينعق بما يهرفون.
ما أعجب سلطان الهوى، وسلطان التعصب، وسلطان الالتزام بالمبادئ الحزبية على الناس.
إن هذه المؤثرات التي تجنح عنهم عن سواء السبيل تسوقهم إلى الشقاء الأبدي والعذاب الأليم، وتجعلهم يؤثرون الضلال على الهدى، والظلمات على النور.
(3)
مع فرويد
إني لأعجب أبلغ العجب حينما أجد مثقفاً عربياً يندفع في تمجيد أمثال (فرويد) وهو يعلم أنه يهودي متعصب ليهوديته، وصديق حميم لهرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة.
أفلا يخطر على باله ولو من قبيل الشك والحذر، أن التحليلات النفسية التي قدمها (فرويد) تحت ستار الدراسة العلمية المتجردة، إنما صاغها على الوجه الذي قدمها به ليخدم القضية اليهودية الصهيونية في العالم؟.
أفلا يخطر على باله أن الإلحاد الذي أعلنه لم يكن أكثر من طرح نظري جدلي، ليفتن الناس به، وهو في حقيقة وجداني يهودي صميم شديد التعصب ليهوديته، يخدم عن طريق ستار العلم أغراض الصهيونية؟
وإذا كان كذلك فلا بد أن يكون متهماً في كثير من تحليلاته وآرائه، وما على الباحثين إلا أن يعيدوا النظر ألف مرة في كل رأي علمي قدَّمه.
فهل يعقل أن يكون صهيوني متعصب ذو أهداف سياسية معلومة، وأغراض عالمية مرسومة، تكيد لجميع الشعوب غير اليهودية بلا استثناء، أميناً على العلم والمعرفة، صادقاً متجرداً في كل ما يقدم للناس، لا سيما في أمور نظرية بحتة لا يملك الباحثون فيها أدلة تجريبية تقدم نتائج يقينية؟