وجهة نظره فكرة استنباطية لا تدعمها التجربة، ولا تزيد على أنها فكرة في مخيلات أصحابها.

وحين اعتمد (د. العظم) على أقوال (رسل) في نشوء الكون وتطوره ونشوء الحياة وتطورها، إنما اعتمد على قول إنسان يرى أن ما يقوله في هذا المجال لا وجود له إلا في عالم التخيلات الإنسانية فحسب.

فكيف يصح له أن يستهين بعقول شبابنا وثقافة القارئ العربي، فيزعم بعد أن عرض القطعة الأدبية التي كتبها "رسل" عن قصة الكون ونشأة الحياة، أن (رسل) يلخص بكل بساطة النظرة العلمية الطبيعية للقضايا التالية: نشوء الكون وتطوره - نشوء الحياة وتطورها - أصل الإنسان ونشأته وتطوره - النهاية الحتمية لجميع الأشياء وهي العدم وأنه لا أمل لكائن بعدها بشيء؟

أهذه هي النظرة العلمية التي يعتقد المنقولة عنه أنه لا وجود لها إلا في مخيلة القائلين بها، وليس لها مستند من الواقع يدعمها؟

ولكن هكذا راق لـ (د. العظم) أن يضلل. لقد قرر أنه لا وجود للحق والعدل والروح والجمال والخالق، كما صرَّح بذلك في الصفحة (38) من كتابه، لذلك فلا مانع عنده من أن ما يراه (رسل) تخيلاً يصح أن يطلق عليه عبارة النظرة العلمية المحققة، فالقضية عنده لا تزيد على أنها وسائل دعائية جدلية لدعم مذهبه الإلحادي، أما أن يكون الكلام حقاً أو باطلاً، صدقاً أو كذباً، قضية علمية أو تصوراً تخيلياً. فهذا غير مهم ألا يمكن أن يكون طرح مثل هذا التزييف وسيلة لتضليل بعض الناس؟ ألا يمكن أن يكون مثل هذا التزييف شبكة لصيد بعض المغفلين، حتى يكونوا جنوداً مسخرين في أيدي المنظمة الإلحادية العالمية، التي تعمل لخدمة مصالح معينة لفئة خاصة من الناس؟

لكن معظم شبابنا سيكتشفون بسرعة هذا الزيف، وسيسخرون منه، وسيقابلونه بالتحدي العلمي الذي تقوم عليه مبادئ الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015