رياضية قد يختلفون في النتائج، على الرغم من أنهم يلتزمون قوانين رياضية واحدة، وهذا يرجع إلى كبوات الخطأ التي قد يقع بعضهم فيها، فكيف يكون الأمر في الموضوعات الاستنتاجية التي لا يملك الباحث العلمي بالنسبة إليها وسائل تجريبية، كفرضية (داروين) بالنسبة إلى خلق الإنسان، وكفرضية (فرويد) في مجال الدراسات النفسية، على أنه توجد مدارس نفسية أخرى تعارض ما ذهب إليه (فرويد) فهل هذه المدارس العلمية كلها ملزمة برأي (فرويد) إكراماً لعواطف الناقد (د. العظم) نحو إمامه هذا؟ وهل المدارس الاقتصادية في العالم ملزمة بالأخذ بالاشتراكية العلمية، إكراماً لعواطف (د. العظم) نحو إمامه في مجال الاقتصاد، اليهودي (كارل ماركس) ؟
إن هذا المنطق الإلحادي المتعصب تعصباً أعمى أصم لا يستحق عند العقلاء أكثر من السخرية. ومع ذلك فإننا نحن المسلمين لا نسلك هذا الطريق، بل نناقش بالمنطق والعقل ولا نسخر، ونرتقي في الجدال مع الخصوم ومع الأعداء الصرحاء إلى المستوى الجدلي العاقل الرصين، احتراماً للحقيقة التي نبحث للوصول إليها، ولتأييدها والتبشير بها، واحتراماً لمفاهيمنا ومبادئنا التي لا هزل فيها، ولا تدفع إليها أغراض شخصية، بل هي مبادئ الحق التي تنزلت بها شريعة الله للناس.
وفيما يلي دراسة موجزة لإمامين من أئمة (العظم) الملحدين، هما (برتراند رسل) و (فرويد) .
(2)
مع برتراند رسل
اعتمد (العظم) في دعوته إلى الإلحاد على أقوال الفيلسوف الإنجليزي الملحد (برتراند رسل) الذي مات عام 1970 م، بعد أن عاش قرابة قرن كامل.
إن هذا الفيلسوف على الرغم من سعة علمه ودراسته، وعلى الرغم من أنه أمضى كل حياته باحثاً دارساً، فإنه لم يهتد إلى تكوين فلسفة متكاملة كان يصبو إلى بلوغها.