والحياة والإنسان، والتي سبق أن نقضناها وكشفنا زيفها فكرياً وعلمياً، قال (د. العظم) بأسلوبه التزييفي في الصفحة (27) :

"لنقارن بين هذه النظرية العلمية المجردة القاسية الباردة، وبين القصة الدينية الإسلامية الجميلة المريحة الدافئة التي تعودنا عليها. نجد أن الغيبيات والملائكة والصلوات والمعجزات والجن تؤلف جزءاً لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته، كذلك الأمر بالنسبة لتاريخ الإنسان ومصيره".

هذا كلامه حرفياً، ولست أدري كيف يسمح لنفسه هذا الإنسان ومن هو على شاكلته من الملحدين أن يبلغوا هذا المستوى التافه السخيف من التدجيل والتزييف، الذي لا يقبله صغار المثقفين، فضلاً عن الذين أخذوا من جوانب المعرفة قدراً مناسباً، وعرفوا مداخل الزيف.

إن ما أسماه بالنظرية العلمية المجردة القاسية الباردة، قد عرفنا بالمناقشات العلمية التي أوردناها فيما سبق أنها فرضيات احتمالية صاغها الملحدون باسم العلم، وليس لها براهين علمية مقبولة، ثم تلقفها المجرمون في الأرض وأخذوا يروِّجون لها، ويلبسونها أثواب الحقائق العلمية، ويعطونها من قوة التثبيت ما لا تملك شيئاً منها.

فكونها نظرية دعوى باطلة، لأنها فرضيات احتمالية لم تدعها أدلة تجعلها في مستوى النظريات.

وكونها علمية هي أيضاً دعوى باطلة، لأن الفرضيات ظنون ضعيفة لا يصح تسميتها علماً، لا سيما إذا كان يوجد ما يخالفها مما تدعمه الأدلة دعماً أقوى من دعمها.

وكونها مجردة قاسية باردة لا أجد له تفسيراً واقعياً إلا أنها مجردة عن المنطق السليم، ومجردة عن أية غاية كريمة، وقاسية على النفوس قسوة الباطل حينما يبهت الحق بتزييفه، وباردة برود الموت الذي لا يستطيع أن يحيا.

وأدهى من ذلك وأمر ما نجده من خلط عجيب لا يفعله إلا وقح شديد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015