الوقاحة، أو جاهل بالدين شديد الجهل، وذلك إذ يزعم: "أن الغيبيات والملائكة والصلوات والمعجزات والجن تؤلف جزءاً لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته، كذلك الأمر بالنسبة لتاريخ الإنسان ومصيره".
فهل يجد أحد في الدين أن الصلوات كان لها أثر في نشأة الكون وطبيعته؟
هل يجد أحد في الدين أن الجن جزء لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وخلقه في عقيدة المسلمين؟ هل ساهم الجن في نشأة الكون وخلقه؟
هل يقول مثل هذا أحد من جهلة المسلمين فضلاً عن علمائهم؟
إن الدين يقرر أن الكون قد نشأ بخلق الله له، ضمن نظام الأسباب والمسببات، التي إذا اكتشف الباحثون شيئاً منها سمَّوها قوانين طبيعية.
فما هذا الخلط العجيب المفترى على الدين؟! ما هذا الخلط العجيب الذي لا نجد له مثيلاً إلا في أوكار الحشاشين، أو في مستشفى المجانين؟ أو في أقوال المهرجين؟!
قد يكون عذره أنه لم يقرأ إلا كتب الماركسيين، ودسائس اليهود وأجرائهم، ولم يسمع إلا أقوال هؤلاء وأولئك في التهكم على الدين، فظنها فعلاً مفاهيم إسلامية، فحملها حملاً ببغاوياً وكتبها في مقالاته مقابل أجر معلوم، دون أن يرجع إلى المصادر الإسلامية ويحقق فيها.
ولكن هل هذه طريقة باحث علمي أكاديمي يكتب نقداً وينشره بين جماهير المثقفين، وهو بهذا المستوى الذي لا يليق بصغار أبناء المدارس، فضلاً عن الذين تضعهم الأوراق المختومة بين كبار الدارسين؟!
أو لعله نظر من بعيد فرأى أن المسلمين يصلون لله خالق الكون وفاطره، ويعتقدون بأنه يوجد مخلوقات أخرى غيرهم خلقهم الله كما خلق البشر، إلا أنهم مزودون بخصائص وصفات ليس لدى البشر نظيرها، فمن هذه المخلوقات الملائكة، ومنها الجن. والمسلمون يعتقدون بها تصديقاً لخبر الله، دون أن يعتقدوا بأن لها مشاركة في تعليل نشأة الكون وطبيعته، وإنما لها تاريخ فيه كما للإنسان فيه