فهذا التوهم القديم الذي لم يكن يتصور مدى هذا التسجيل قد أصبح ساقطاً اليوم بالمكتشفات العلمية، وتحقق قول الله عز وجل في سورة (فصلت/41 مصحف/61 نزول) :
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي? أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
* التوهم الرابع:
توهم أن الأشياء التي لا يشاهدونها بالحس ينبغي أن لا يسلِّموا بها، وأن لا يصدقوها، فما لم يحدث فعلاً أمام أعينهم بشكل متكرر فهو ممتنع الوقوع.
وأصحاب هذا التوهم قد سيطرت حدود حواسهم الظاهرة على قوة التجريد العقلي فيهم، فزعموا عدم إمكان العبث، لأنهم لم يرَوا حياة بعد موت.
وهل باستطاعة أصحاب هذا التوهم أن يلتزموا مذهبهم في كل الحقائق التي يبحثونها أو يمؤنون بها؟
إن معظم النظريات العلمية التي يثبتها العلماء الماديون تشتمل على مضامين لم تشاهد بالحس، وإنما استنتجها العلماء استنتاجاً عن طريق تعليل الظواهر وتفسيرها.
وكثير مما كان يثبته الإنسان القديم وما يزال يثبته الإنسان الحديث لا يعتبر داخلاً في نطاق الأمور التي يمكن إدراكها بالحس، كالعقل والروح، والقوى التي لا تشاهد إلا آثارها وظواهرها.
ولكن رغم أن هذا التوهم مرفوض بداهة قد يكابر به بعض المعاندين، فيزعم بوقاحة أن الأشياء التي لا يشاهد لها أمثلة واقعة هي ممتنعة الوقوع.