وحين يلاحظ المنكرون هذه الحقيقة من حقائق الرب الخالق يسقط هذا التوهم من توهماتهم، ويعرفون أن الله على كل شيء قدير، ويعلمون أن وعد الله حق.
على أنهم لو نظروا فيما انتهت إليه البحوث العلمية لرأوا أنها قد أثبتت هذا السجل الكوني الكبير، الذي تسجل فيه الأعمال كلها، والأقوال، وخواطر الأنفس، ووساوسها، ونياتها.
لقد أثبت العلماء أن كل حرف نقوله وكل عمل يصدر عنا يسجل في الأثير، ويمكن عرضه في أي وقت من الأوقات بكل تفاصيله، متى تهيأت الأجهزة القادرة على كشف ما في هذا السجل الكبير، والتحكم بموجاته، فصور كل كائن من القرون الأولى وأصوات كل كائن مسجلة تسجيلاً كاملاً، منذ وجوده حتى آخر وجوده لحظة بلحظة، لا يضيع منه شيء صغيراً كان أو كبيراً، في النور أو في الظلمات، في السرِّ أو في العلن، وأثبتت التجارب العلمية أن جميع أفكارنا وخواطرنا تحفظ في شكلها الكامل وفق تسلسلها، ولسنا بقادرين على محوها أبداً، وإن نسيناها في عقلنا الظاهر أو في مستوى شعورنا، إنها تظل محفوظة أبداً لدينا فيما يسمى عند علماء النفس (ما تحت الشعور) وما هو محفوظ فيما تحت الشعور هو الجانب الأكبر من مجموع المحفوظات في كياننا الإنساني، فالقضية لا تحتاج يوم القيامة أكثر من كشف الغطاء عن مستوى ما تحت الشعور، وعرض شريط صور (فيلم) حياتنا كلها المسجل في الأثير (?) .