وقال هربرت سبنسر: "إن التاريخ تهريج وكلام فارغ لا جدوى منه".

وقال إدوارد جين: "إن تاريخ الإنسان لا يعدو أن يكون سجلاً للجرائم والحماقة وخيبة الأمل".

وقال نابليون: "إن التاريخ بأكمله عنوان لقصة لا تعني شيئاً".

وقال هيكِل: "إن الدرس الوحيد الذي تعلمته الحكومة والشعب من مطالعة التاريخ هو أنهم لم يتعلموا من التاريخ شيئاً" (?) .

ويعلِّق المفكر الإسلامي (وحيد الدين خان) في كتابه "الإسلام يتحدى" على هذه الأقوال بعد أن أوردها، فيقول:

"وهل قامت مسرحية العالم كلها لتنتهي إلى كارثة أليمة؟ إن فطرتنا تقول: لا.. فدواعي العدالة والإنصاف في الضمير الإنساني تقتضي عدم حدوث هذا الإمكان، لا بد من يوم يميز بين الحق والباطل، ولا بد للظالم والمظلوم أن يجنيا ثمارهما، وهذا مطلب لا يمكن إقصاؤه من مقومات التاريخ، كما لا يمكن إبعاده عن فطرة الإنسان.

إن هذا الفراغ الشاسع الذي يفصل ما بين الواقع والفطرة يقتضي ما يشغله. إن المسافة الهائلة بين ما يحدث وبين ما ينبغي أن يحدث تدل على أن مسرحاً آخر قد أعدَّ للحياة، وأنه لا بدَّ من ظهوره، فهذا الفراغ العظيم يدعو إلى تكميل الحياة ...

إذا لم تكن هناك قيامة فمن ذا الذي سوف يكسر رؤوس هؤلاء الطواغيت الطغاة؟ ".

والواقع أن هذه المشاعر مشاعر فطرية ونظرية لا تنكر، وهي الهادية إلى تصور الحياة الأخرى لإقامة العدل الإلهي الأكمل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015