وجه الحق الجميل، ثم تنتقل به من تضليل إلى تضليل، مستخدمة عبارات الأمانة العلمية، وغوغائيات كلمات التقدم الصناعي والتكنولوجيا، ومعطية أحكاماً قطعية على مذاهب ومبادئ لا تمثل إلى وجهة نظر معينة لفئة من العلمانيين، تخالفها وتناقضها وجهات نظر أخرى تدعمها مدارس علمانيَّة كثيرة، من علمانيات القرن العشرين نفسه، قرن التقدم المادي على اختلاف جوانبه واختصاصه.
وتسير جدليّاتهم ضمن هذا المنهج من المغالطات والغوغائيات والتقريرات، والعبارات التي تتصنَّع الهدوء والمنطقية، وتستغل كل ثقل التقدم العلمي الذي أحرزه إنسان القرن العشرين لأنفسها ومذاهبها، مع أن التقدم العلمي والتكنولوجيا بعيد كل البعد عن دعم مذاهبها، أو تأييد إلحادها بالله، وجحودها اليوم الآخر، لدى تحري الحقيقة بصدق، في كل مجالات التقدم الصحيح الحق، في العلوم المادية والتكنولوجيا. وتدس جدلياتُهم في بعض عباراتها نفثات الهزء والسخرية، وتبجحات التعاظم بالتقدم العلمي والصناعي، وذكر الأسماء الأجنبية المعروفة في ميادين المعرفة والعلوم المادية وسيلة للتأثير على الضعفاء المراهقين في عقولهم ونفوسهم، الذين لا يصمُدون لاستهزاء المستهزئين من أهل الباطل، وتستهويهم مظاهر الاستكبار والتعاظم، وتخدعهم دعاوَى المعرفة والتقدم العلمي الحديث، وتؤثر في نفوسهم الأسماء المشهورة في ميادين العلم.
وأمام هذه المغالطات والغوغائيات الجدلية، ذكرت قول الله تعالى في سورة (الكهف/18 مصحف/69 نزول) :
{وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُو?اْ آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُواْ هُزُواً} .
(4)
قرأت فيما قرأت مقولات "نقد الفكر الديني" للدكتور صادق جلال العظم، الحائز على لقب "دكتور" من الذين دسَّوا الكفر في فكره إذ منحوه هذا اللقب، فرأيت في مقولاته عجباً من المغالطات والأباطيل والافتراءات، وسائر وسائل الجدال بالباطل لدحض قضية الحق.